الأحد، 25 ديسمبر 2011

مم يتكون الكتاب المقدس للنصرانية؟



بداءة نوضح: أن الكتاب المقدس للنصرانية يتكون مما يسمى بالعهد القديم، ومما يُسمّى بالعهد الجديد.
وما يُسمى بالعهد القديم هو بإيجاز ما كان قبل مجيء المسيح ابتداءً من التوراة التي بين أيدي اليهودية اليوم، وتنسبها إلى نبي الله موسى.
وما يسمى بالعهد الجديد يتكون من: الأربعة أناجيل (متى ولوقا ومرقس ويوحنا)، بالإضافة إلى رسائل بولس وبطرس وجيمس وكتاب الرؤيا.

وبعدما أشرنا إلى ما يتكون منه الكتاب المقدس للنصرانية بصفة عامة، نوضح:
أن الكتاب المقدس للنصرانية يختلف باختلاف الفرق والطوائف المسيحية، ومثال ذلك: أننا نجد أن طائفة الكاثوليك لهم نسخة خاصة بهم، والتي قد أعيد طباعتها في دووي عام 1609م، وتتضمن تلك النسخة من الكتاب المقدس للنصرانية لطائفة الكاثوليك 73 كتابًا (سفرًا).
بينما نجد أن طائفة البروتستانت لهم أيضًا نسخة خاصة بهم، وهي نسخة الملك جيمس، والتي قد طبعت في عام 1611م.
ونجد أن تلك النسخة من الكتاب المقدس للنصرانية لطائفة البروتستانت تتضمن 66 كتابًا (سفرًا) أي أن طائفة البروتستانت قد قامت بحذف 7 أسفار من نسخة الكتاب المقدس للنصرانية لطائفة الكاثوليك باعتبارها مُلفّقة.
بينما نجد أن طائفة الأرثوذوكس لهم أيضًا نسخة خاصة بهم، ولكن تلك الطائفة قد قامت بإضافة أسفارًا غير موجودة بأي من تلك النسخة التي بأيدي طائفة الكاثوليك أو البروتوستانت، بحيث تصير النسخة الخاصة بها (بطائفة الأرثوذوكس) من الكتاب المقدس للنصرانية متضمنة (81 سفرًا).
ومما سبق يتضح لنا عدم اجتماع النصرانية على كتاب واحد لمختلف طوائفها، حيث نجد أن كل طائفة من طوائف النصرانية لها نسخة خاصة بها، بحيث تحذف منها أو تضيف إليها كما تشاء ووفقًا لما يتراءى لها.
ومن ثم يتبين لنا الانقسام الذي تضجّ به النصرانية، بين طوائفها الكثيرة المختلفة، نتيجة أن إيمان طائفة ما بنسخة ما يُقابله اعتقاد طوائف أخرى بتحريف تلك النسخة وهكذا.
ومن ثم تقع الاختلافات والتناقضات، والحروب والتناحرات بين تلك الطوائف والفرق المسيحية المختلفة، نظرًا لتكفير كل منها للأخرى.
والحروب الدامية بين الطوائف المسيحية، والتي قد سجلها التاريخ شاهد على ما ذكرنا.

إلى أي شيء يدعو الكتاب المقدس للنصرانية؟
إن المتصفح للكتاب المقدس للنصرانية سوف يُصاب بدهشة أشبه ما تكون بصدمة عارمة، إثر ما يجده من فساد معتقد ونكارة دعوة، وبذئ قول، وفحش قصص، ....، ثم نسب ذلك كله إلى الله تعالى، وإلحاقه به جل وعلا، وسوف يجد كل إنسان عفيف فاضل، صاحب فطرة نقيَّة ونفس زكيّة وعقل سويّ إنكار قلبه لكل ما قرأ، لا سيما إذا ما كان يُنسب إلى إلهه وخالقه جلّ شأنه.
وبمشيئة الله تعالى سوف نتعرض لقليل من تلك المفاسد التي يدعوا إليها الكتاب المقدس للنصرانية.
لتبيان الحقّ، وإيضاحه لكل باحث بصدق عنه، ومُبتغٍ له، مع التنويه إلى:
أن كل ما ذكرناه مما يدعوا إليه كتاب اليهودية هو أيضًا مما يدعوا إليه الكتاب المقدس للنصرانية لاحتواءه له وتضمّنه إياه، تحت مُسمّى العهد القديم، وإذا لم يَعُد ذكره والإشارة إليه في هذه النقطة إنما يكون من سبيل عدم التكرار.
وليكن أول ما نبدأ به مما يدعوا إليه الكتاب المقدس للنصرانية:
1- تأليه البشر، حيث تزعم النصرانية التقاء الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية.
ولقد أشرنا في نقطة سابقة بالأدلة الدامغة إلى بطلان مثل ذلك المعتقد وغيره، ولكن نُضيف في هذه النقطة ما يزيد ما قد أوضحناه في السابق بيانًا وتأكيدًا، وذلك على النحو الآتي:
إن الإنسان إذا لم يُحسن استغلاله لعقله بأنه يتجه الاتجاه الأمثل وينتهج المنهج القويم في التفكير والاعتقاد، فإنه ينجرف تجاه أفكار خاطئة، ومعتقدات أخرى لا ترقى بأن يقبلها العقل السليم السوي، كأفكار الإغريق والرومان، وعُباد الأوثان، وأصحاب الاعتقاد بتعدد الآلهة، .. .إلى غير ذلك.
فإذا ما نسب الإنسان إلى الله تعالى الولد كأحد أقانيمه، كما تزعم النصرانية، فإنه بذلك يكون قد انتقص إلهه وخالقه.

فالله سبحانه وتعالى هو الإله الخالق، الذي لم يَلِد أحدًا، ولم يُولد من أحد، أوجدنا من العدم سبحانه وتعالى.
وإذا ما أردنا أن ننسب إليه سبحانه وتعالى واحدة من الصفتين الآتيتين:
أ- أنه سبحانه وتعالى يصيب دائمًا، أو ب- أنه سبحانه يصيب ويخطئ، فأي من الصفتين نختار ونقبل؟
بالتأكيد: نختار ما يليق بعظمته، وهو ما فُطِر العقل السويّ والنفس الزكية عليه، وهو أنه سبحانه يصيب دائمًا، بل إنه جلّ وعلا لا يقوم إلا بالأصوب والأصلح.
إذن فلن ننسب إليه سبحانه وتعالى الخطأ، أو أيّ صفة تقوم مقام تلك الصفة الذميمة أو غيرها مما شابهها، كالندم أو البكاء، أو ما شابههما، فلا يجوز لنا ذلك.
ونوضح أن مثل هاتين الصفتين المشار إليها (الندم والبكاء)، لا يجوز نسبهما إلى الله عز وجل، وذلك على النحو الآتي:
فالبكاء يكون إما فرحًا أو ندمًا أو أسفًا وحزنًا.
وبما أن الله تعالى خلق الجنّة والنار، وجعل لكل منهما نوعًا من خلقه، بأن جعل الجنّة دارًا لعباده المؤمنين الطائعين، وأن جعل النار مثوى الكافرين والعاصين، إذن فهو سبحانه وتعالى يفرح فرحًا يليق بجلالته وعظمته، وذلك بعباده المؤمنين الطائعين، وأيضًا فإنه سبحانه وتعالى يغضب غضبًا يليق بجلالته وعظمته على من كفر به وعصاه، مع التنويه إلى:
أنه لا يجوز لنا أن ننسب إلى الله سبحانه وتعالى من الصفات إلا ما أقرّته الشريعة الإسلامية، بعيدًا عما تمليه علينا أهواءنا وعقولنا المتباينة المختلفة.
وإذا ما كان علينا أن ننسب إلى الله سبحانه وتعالى، الإله الخالق، إحدى الصفتين الآتيتين:
أ- القوة والعظمة مع الرأفة والرحمة أو ب- الضعف والهوان أو ما شابه ذلك مع أيضًا الرأفة والرحمة، فإنه لا يجوز لنا أن ننسب إليه سبحانه وتعالى إلى ما يليق بجلالته وعظمته، ولا يكون ذلك إلا باختيار الصفة أ- القوة والعظمة مع الرأفة والرحمة، وهذا هو ما يتوافق مع الفطرة النقية والعقل السليم.
وإذا ما عدنا إلى صفات الأسف والحزن والبكاء التي تنسبها كلا من اليهودية والنصرانية إلى الله تعالى، فإننا نجد فيها (تلك الصفات) الإيحاء بالضعف والهوان، والانتقاص من صفتي القوة والعظمة اللائقتين بذات الله تعالى، الإله الخالق.
وقياسًا على ذلك: فإنه مع رحمة الله تعالى، الإله الخالق بعباده، إلا أنه يجب أن يكون قويًا عزيزًا غالبًا على أمره، وألا تكون هذه الرحمة مصحوبة بذُلّ أو انكسار.
ولذا: فإن الله عز وجل لا يليق بذاته العليّة أن يفعل ما فيه ذُلّ وانكسار وهوان أو ما شابه ذلك في أي حال من الأحوال.
فلا يمكن لعقل سويّ أن يتصوّر أنه إذا ما أراد الله عز وجلّ أن يرحم عبده آدم ويغفر له، أن عليه (جل وعلا) أن ينشئ من ذاته إلهًا آخرًا ذات طبيعة بشرية ليُهان ويُصلب، ويُسبّ ويُقتل، تكفيرًا لخطايا أحد عبيده ومخلوقاته آدم، لا سيما أنه عز وجل وحده الذي يملك الصفح والغفران، فلا يمكن للفطر النقيّة والنفوس الزكيّة أن تقبل أيًّا من ذلك الهراء.
وإذا ما نظرنا إلى المأكل والمشرب والملبس .. إلى غير ذلك مما يحتاج إليه الإنسان كأحد ضروريات حياته المخلوقة وأحد مقوماتها (كغيره من كثير من المخلوقات)، فإن مثل تلك الضروريات لا يمكن أن تنطبق على الله جل وعلا، وهو الإله الخالق، ولا يجوز لنا أن ننسبها إليه سبحانه وتعالى، لأنه عز وجل هو من خلق مثل تلك الأشياء، بما فيها الإنسان نفسه.
فالله تعالى خلق الإنسان وجعل له حيّزًا يشغله ومكانًا يحتاج إليه، وخلق له زمانًا ينتهي فيه أجله، حيث خلق سبحانه وتعالى الأرض ليعيش الإنسان عليها مع غيره من كثير من المخلوقات، وخلق له زمانًا ينتهي فيه عمره من خلال دوران الأرض حول محورها ودورانها حول الشمس، فيتعاقب الليل والنهار، وينشأ اليوم إثر اليوم، فالإسبوع، فالشهر، فالسنة.
فالله سبحانه وتعالى هو خالق المكان والزمان، ولذا:
فإنه سبحانه وتعالى لا يحيط به مكان أو زمان، فهو جل وعلا الأول قبل كل شيء، والآخر بعد فناء كل شيء.
وكذلك الحال: فإنه كما أوضحنا، فإن المأكل والمشرب والملبس .. وغير ذلك من ضروريات الحياة المخلوقة للإنسان المخلوق، حيث إن (الإنسان) إذا لم يأكل ولم يشرب ولم يلبس ... فإن يضعف ويمرض وينتهي ويموت، لأنه مخلوق، ولكن الله تعالى هو الإله الخالق، الحيّ الذي لا يموت، الذي ليس كمثله شيء، الذي لا يمكن أن يحتاج إلى مثل تلك الأشياء التي تحتاجها مخلوقاته.
وأيضًا، فإن الإنسان إذا ما أكل وشرب، فإنه لابد له من عملية إخراج لفضلات ذلك الطعام والشراب، ومعلوم نجاسة وقذارة مثل تلك الفضلات، فالإنسان إذا لم يقم بعملية الإخراج فإن السموم تنتشر في جسده، فيمرض ومن ثم ينتهي ويموت.
ولكن الله تعالى، هو الإله الخالق، الحيّ الذي لا يموت، ولذلك فهو سبحانه وتعالى المُنزّه عن مثل تلك الأشياء التي يحتاج إليها الإنسان، وعن مثل ذلك الخبث الناتج جرّاء فضلات ما قد احتاج إليه من طعام وشراب.
وأيضًا، فإن الإنسان قد جُبل على حاجته لإشباع غريزته الجنسية، والتي تتساوى معه في ذلك كثير من المخلوقات، بما فيها الحيوانات وغيرها، ومن ثم فإن الإنسان يحتاج إلى الزوجة لإشباع غريزته الفطرية من خلالها، ومن ثم فإنه ينتج عن ذلك وجود النسل والذريّة، حيث احتياجه (الإنسان) إليهما كونس، وسند له  في حياته وعند كِبَره وقرب انتهاء أجله، وأيضًا لتوريث ماله وممتلكاته، فذريته هي من ترث ذلك بعد موته، فالإنسان كونه مخلوق، فلابد له من الفناء والموت.
ولكن الله تعالى هو الإله الخالق، الحي الذي لا يموت، المُنزّه عن صفات المخلوقين (بما فيها الإنسان)، وعن كل ما يحتاجون إليه من احتياجات ضروريات ومقومات في حياتهم المحدثة المنشئة لهم.
فالله سبحانه وتعالى هو الخالق من عدم، فلا يحتاج إلى من يؤنسه أو يعينه أو يسانده، وهو جل وعلا الحيّ الذي لا يموت، فلا يضيع أو يفنى ملكه.
وما أشرنا إليه هو ما تقبله الفطر السويّة والنفوس الزكيّة والعقول الرشيدة، التي فُظِرت من الإله الخالق سبحانه وتعالى على تعظيمه وتمجيده، وتنزيهه عن كل ما ينسب إليه من صفات النقص والعيب والذمّ.
ومن ثم فإنه يتبيّن لنا فساد ذلك المعتقد القائم على تأليه البشر (كالمسيح وغيره) الذين قد أوضحنا جانبًا من ضعفهم وحاجتهم، وغير ذلك مما لا يليق بالذات الإلهيه، بزعم التقاء الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية.
تعالى الله عز وجل عن مثل ما تزعمه النصرانية وغيرها علوًا كبيرًا
2- الدعوى بالبنوة الإلهية، ومن ثم الدعوة إلى العنصرية.
لقد أشرنا في نقاط سابقة إلى موجز من عقيدة النصرانية في الإله الذي تعبده، وإلى ما قامت به من تأليه للمسيح، وادّعاءها بأنه (المسيح) هو ابن الله المولود، كما نصّ على ذلك كتابها.
وقد أوضحنا بطلان ذلك المعتقد من وجوه كثيرة، حيث إن لفظ (ابن الله المولود) مرفوض تمامًا، لأن الولادة من الأفعال الحيوانية التي تخصّ وظائف الغريزة الدنيا للحيوان، فكيف نعزوا إلى الله تعالى مثل تلك الصفة الوضيعة([1])؛ إلى غير ذلك مما قد أشرنا إليه في السابق.
ومن ثم، فإنه يتبيَّن لنا أن الدعوى بالبنوة الإلهية، إنما هي دعوى باطلة مُختلقة، لا أساس لها من الصحة.
ومن آثار ذلك المعتقد الفاسد، ما قد ترتّب عليه من دعوة إلى العنصرية حتى بين صفوف المسيحية نفسها فقد كان لكلمة (البنوة الإلهية) أثرًا في عقول المسيحيين البيض تجاه غيرهم من السود وغير الأوروبيين، وما قد عاناه السود وغيرهم من غير الأوروبيين في أوروبا وغيرها شاهد ذلك.
فالمسيحييون البيض يمتلكهم شعور بالاستعلاء على غيرهم من المسيحيين السود وغير الأوروبيين، رغم انتماءهم إلى نفس الكنيسة ونفس الطائفة، كيف ذلك؟
وسبب ذلك: أن المسيحيين يزعمون أن ابن إلههم (مُخلصهم ومنقذهم) له مواصفات الأوروبي، الأشقر الشعر، والأزرق العينين، صاحب البشرة البيضاء غير السوداء، ومن ثم فإن أجناس الأرض ذات البشرة السمراء أو الغير أوروبيين، والذين يعتقدون ألوهية المسيح وكذلك عقيدة التثليث لديهم شعور بالحقارة والدونيّة، حيث يكون ذلك متأصلًا في نفوسهم([2]).
ولذا، فإننا نجد التفرقة العنصرية في الكنائس المسيحية نفسها، ومثال ذلك:
أنه لم يكن يصلي السود والبيض والهنود والملونين مع بعضهم البعض، وذلك في أغلب الكنائس الهولندية البروتستانتية في جنوب إفريقيا([3]).
مما سبق يتبيّن بطلان تلك الدعوى بالبنوة الإلهية التي تدّعيها النصرانية، والتي كان مؤدّاها مزيدًا من تلك العنصرية البغيضة المقيتة.
3- ذم الإله والانتقاص منه:
حيث إن الكتاب المقدس للنصرانية يتضمن ما قد نسبته اليهودية للإله الخالق من صفات غير لائقة بذاته العليّة من ذمّ ونقص وعيب، تحت ما يُسمّى بالعهد القديم، وذلك إضافة إلى ما قد نسبته (النصرانية) هي أيضًا إلى الإله الخالق من مثيل تلك الصفات التي نسبتها اليهودية إليه، ومثال ذلك:
ما جاء في كتابها (كتاب النصرانية) من أن الله أمر حزقيال أن يأكل الغائط وأن يطعمه بني إسرائيل، كما في (حزقيال إصحاح 4، عدد 12).
وأيضًا من أن الله أمر بني إسرائيل بالسرقة، كما في (سفر الخروج إصحاح 3، عدد 21).
وأيضًا ما نصّ عليه الكتاب المقدس للنصرانية على النحو الآتي:
«وكان الرب مع يهوذا ولم يطرد سكان الوادي لأن لهم مركبات من حديد» (سفر القضاة، إصحاح 1 ، عدد 12).
فهل ما أشرنا إليه وما على وتيرته من صفات أخرى لم نذكرها، إلا ذمّ للإله وانتقاص منه؟!
فالكتاب المقدس للنصرانية مليء بالكثير والكثير من مثل ما ذكرنا، من صفات بذيئة ذميمة، لا يمكن أن يقبلها ذوو فطر سوية ونفوس زكيّة وعقول رشيدة، في ذات الله سبحانه وتعالى وأفعاله وأوامره.
4- الدعوة إلى شرب الخمور والمسكرات
إنه لا يخفى على عاقل واع غير فاقد أو مُضيّع لعقله في أي من تلك الخمور النجسة القذرة، والمسكرات العفنة، كالكحوليّات وغيرها، أن الإنسان إذا غاب عقله فإن ذلك مؤدّاه إلى التصّرف الهمجي الأشدّ سوءً من الكثير من الحيوانات والبهائم.
وأن الإنسان إذا غاب عقله فإن ذلك مؤدّاه إلى عظيم المفاسد، من قتل وسرقة، وزنًا واغتصاب، ... إلى غير ذلك من كبائر المعاصي والذنوب، ناهيك عن ما هو أعظم من ذلك، وهو قطع الاتصال الروحي بالله تعالى، والذي يتم من خلال عبادته، والتمسك بشريعته، والتزام أوامره واجتناب نواهيه.
بل إن الإنسان الفاقد لعقله قد يَسبّ الله تعالى ويتطاول عليه، وكذلك على أنبياءه ورسله والكتب السماوية المنزلّة عليهم، وقد يصل الأمر به إلى إهانتها بصور شتى... إلى غير ذلك من مُفجعات الأمور، نظرًا لغياب عقله وفقدانه له.
إضافة إلى الأضرار الجسيمة والأمراض الخبيثة النفسية والبدنية التي يُصاب بها شاربي الخمور والمسكرات.
ومع كل ما أشرنا إليه، إلا أننا نجد أن النصرانية تسمح بالخمور والمسكرات، بل إنها تدعوا إليها دون أدنى خجل من ذلك، مع الزعم كذبًا أن ذلك من شرع الله، تعالى الله عز وجل عن أي يكون شرعه كذلك علوًا كبيرًا.
فقديس النصرانية بولس، والذي تزعم (النصرانية) نبوته، ينصح بتناول مثل تلك الخمور والمسكرات، أي أنه لم يسمح بها فحسب، بل إنه ينصح بها، وكأنها (الخمور والمسكرات) شيء ثمين يُنصح به، حيث ينصح مولى تيموثاوس (معتنق الدين الجديد) قائلاً:
«اشرب فقط الماء لكن استعمل قليلاً من النبيذ (الذي هو أصل الخمور والمسكرات) لمعدتك ولأمراضك» (الكتاب المقدس، التيموثية 5 : 23).
والتساؤل المهم هو: هل تحتاج المعدة إلى مثل تلك الخمور والمسكرات؟!
وهل مثل تلك الخمور والمسكرات هي سبب في الشفاء من الأمراض؟!
الجواب: بالطبع، لا
فلقد اكتشف العلم الحديث أن المسكرات والخمور والكحوليات تسبب الكثير والكثير من الأمراض الخطيرة.
وإضافة إلى ما قاله قديس النصرانية بولس، فإن النصرانية تدّعي أنه من أول معجزات المسيح الذي تزعم ألوهيته، تحويله الماء إلى خمر، بل إنها تدّعي أيضًا أن تلك المعجزة المزعومة كانت أول معجزات المسيح، مما يوحي بالأهمية والمنزلة العالية لمثل تلك الخمور والمسكرات بالنسبة للنصرانية.
تعالى الله عز وجل عن أن يشرع مثل ذلك التشريع كتشريع أبدي، يعمل ويتمسك به إلى قيام الساعة.
ونشير بإيجاز إلى بعض من خطورة الخمر علميًّا، ومفاسده وأضراره، حيث يقول الدكتور الفرنسي (شارل ريشيه) الحاصل على جائزة نوبل للفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء):
إن الخمر تشلّ الحواس، وتجعل المرء يترنح ويتقيّأ... وسرعان ما تتغلب الخمر على أشدّ الرجال قوة، وتحوله إلى شخص ثائر هائج عنيف، تتحكم فيه طبيعته البهيمية، مُحمر الوجه، محتقنة عيناه بالدم، يجأر ويقسم ويتوعد، ويسبّ أعداء خياليين، ولا يوجد مثل ذلك السلوك المخزي بين أي نوع من أنواع الحيوانات، لا بين الخنازير .. ولا الحمير..، وأبشع ما في الوجود هو السكّير([4]).
وإضافة إلى ما قاله الدكتور الفرنسي، فإن من مفاسد الخمور والمسكرات أنها تسبب العجز الجنسي.
لذلك نوضح:
أن من تنزيه الله سبحانه وتعالى، أن ننزهه عن أن يُحلّل الرذائل والخبائث والمنكرات، ومنها مثل تلك الخمور التي تنغمس في إدمانها المسيحية، والإحصائيات العالمية شاهد ذلك.
فالله سبحانه وتعالى حكيم في تشريعاته وأحكامه، لا يفعل الحماقات والأخطاء.
5- الدعوة إلى القتل والمذابح الجماعية، كنتيجة للعنصرية
لقد أوضحنا في النقطة السابقة دعوة النصرانية إلى شرب الخمور والمسكرات، والتي يترتب عليها غياب العقل، ومن ثم التصرّف الهوائي الهمجيّ، والقيام بأحط الأعمال.
ومن تلك الأفعال التي قد يقوم بها شارب الخمر بغير إدراك منه: القتل والزنا، .. إلى غير ذلك.
ونجد أيضًا أن بالكتاب المقدس للنصرانية: أن المسيح الذي تعتقد (النصرانية) فيه الألوهية، قد أمر بذبح أعداءه الذين رفضوا ملكه عليهم، (إنجيل لوقا 19: 27).
بل إننا نجد أيضًا أن الأنبياء الفاتحين الوارد ذكرهم في الكتاب المقدس للنصرانية، بعدما لوثت الأيدي الخفيّة سيرتهم، أنهم: «استولى على مدينة أريحا وأبادوا سكانها عن آخرهم، الرجال والنساء والأطفال والشيوخ والبقر والغنم والحمير بحدّ السيف، وأحرقوا ثم أحرقوا المدينة بكل ما فيها» (يشوع).
ونجد أيضًا، أن الكتاب المقدس للنصرانية قد أمر بالانتقام من قبيلة عماليق وقتلهم جميعًا، بما فيهم الأطفال الرضّع، حيث يقال:
«اقتلوا كل رجل وامرأة وطفل رضيع وبقر وغنم وجمل وحمار» (صموئيل الأول اصحاح 15 عدد 2).
ونجد أيضًا، أن الكتاب المقدس للنصرانية يقول:
«لا تشفق أعينكم ولا تعفوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك، نجسوا البيت، واملأوا الدور قتلى» (حزقيال ، اصحاح 9 ، عدد 5).
ونجد أيضًا: أن الكتاب المقدس للنصرانية يقول بأن الله قد أمر بني إسرائيل، قائلًا لهم: «حين تقربوا من مدينة كي تحاربها، استدعها للصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك (أي أبوابها) فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا، فاضرب جميع ذكورها بحدّ السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الربّ إياها» (التثنية، اصحاح 20، عدد 10).
أي أنه ما ينفع الصلح لأي مدينة يقوم بنو إسرائيل بمحاربتها، لأنهم لابد وأن يكونوا عبيدًا لبني إسرائيل، مع أنهم فتحوا لهم الأبواب ووافقوا على الصلح.
وأيضًا فالكتاب المقدس للنصرانية يدّعي بأن المسيح قال لأتباعه: «لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم» (إنجيل متى 7: 5).
إلى غير ذلك من مثل ما ذكرنا، والسبب في ذلك هو: العنصرية البغيضة المقيتة.
فإذا كان الكتاب المقدس للنصرانية يقول: بأن المسيح (المزعوم ألوهيته) قد أمر بذبح الأعداء وأن الأنبياء الذي قد أورد ذكرهم يأمرون ويقومون بعمليات الإبادة والمذابح الجماعية وأن الإله يأمر باسترقاق الناس وتسخيرهم للخدمة حتى في حالة الصلح، فإلى أي شيء يشير ذلك؟؟
لاشك، أن ذلك الذي قد أشرنا إليه ما هو إلا دعوة صريحة للقتل القتل، والقيام بعمليات إبادة شاملة من خلال المذابح الجماعية، كنتيجة للتفرقة العنصرية المتأصلة لدى أهل النصرانية.
وما قامت به الحروب الصليبية من عمليات إبادة ومذابح جماعية على مرّ التاريخ، شاهد ذلك.
6- الدعوة إلى الاغتصاب والفحش والزنا
لقد أشرنا سابقًا إلى أن دعوة النصرانية إلى شرب الخمور والمسكرات هي في حدّ ذاتها دعوى إلى شتى أنواع الجرائم والمفاسد، والتصرّف الهمجي، والقيام بأحطّ وأقبح الأعمال، وذلك يعني:
أن دعوة النصرانية إلى شرب الخمور والمسكرات، كما هو متضح من كتابها، هو أيضًا دعوة إلى الاغتصاب والفحش والزنا ...... إلى غير ذلك.
ونجد أيضًا أن الكتاب المقدس للنصرانية يذكر من الرذائل والفواحش ما يثير الغرائز الجنسية للإنسان، مما يؤدّي إلى الانحطاط الخُلُقي وارتكاب شتى أنواع الفواحش والمنكرات من المحرمات، ومن دلائل ذلك ما جاء في سفر (القضاة 16: 1)، (الذي يتضمنه الكتاب المقدس للنصرانية)، حيث يمكن الرجوع إلى ذلك الموضوع لتأكد مما أشرنا إليه، لما يجد اللسان خجلًا من استعفافٍ عن ذكر مثل تلك الرذائل والمنكرات التي ينصّ عليها ذكر السفر بالكتاب المقدس للنصرانية.
ونجد أيضًا، أن الكتاب المقدس للنصرانية، يذكر الكثير من القصص التي وقعت بها أحداث الزنا (بين الرجل والمرأة)، بل ويصور ويصف تلك المشاهد من الزنا جزءً بجزء، ابتداءً من أول الحدث إلى نهايته.
(تعالى الله عز وجل عن أن يذكر في كتابه مثل تلك الرذائل والفواحش والمنكرات).
وبما أنه من المحال أن نذكر ما قد نصّ عليه الكتاب المقدس للنصرانية، تعفّفًا عن تسطير مثل تلك الألفاظ، فإننا نشير بإيجاز إلى قليل من المواضع التي تنصّ على مثل تلك الرذائل والخبائث.
ومن تلك المواضع بالكتاب المقدس للنصرانية: (سفر راعوث: 3: 4)،
(سفر الملوك الأول 1 : 1 – 3).
ونجد أيضًا أن الكتاب المقدس للنصرانية يذكر الكثير من القصص التي وقعت بها أحداث الزنا بين المحارم، كزنا الأب بابنتيه، كما في (سفر التكوين 19: 33 – 35).
وكزنا الابن بزوجة أبيه ، كما في (سفر التكوين 35: 22).
وكزنا زوجة الابن بوالد زوجها، كما في (سفر التكوين 38: 5- 18)
وكزنا الأخ بأخته، بل اغتصابها، كما في (سفر صموئيل الثاني 16: 22).
و(سفر صموئيل الثاني 3: 11)، و(سفر صموئيل الثاني 13: 14).
وكزنا الابن بزوجات أبيه، كما في (سفر صموئيل الثاني 16: 22).
ليس ذلك فحسب، بل كل من تلك الحالات وغيرها تصوّر وتصف تلك المشاهد من الزنا جزءً بجزء، ابتداءً من أول الحدث حتى نهايته، وكأنها دورات تدريبية متخصصة في كيفية القيام بمثل تلك الرذائل، والتي تُعدّ من أحطّ وأخبث الأعمال والمنكرات.
ونجد أيضًا، أن الكتاب المقدس للنصرانية لم يترك العاهرات (الزواني) سدىً، بل إنه يذكر لهن قصصًا مع وصف فاضح لعهرهن، وتصوير مُخلّ لتلك المشاهد القذرة من الزنا، وكما أوضحنا فإنه نظرًا لتعفّف اللسان عن ذكر مثل تلك الفضائح، فإننا نُحيل القارئ والباحث إلى المواضع التالية، للتأكد مما ذكرنا، ومن تلك المواضع:
(سفر حزقيال 16: 28)، (سفر حزقيال 23: 1 – 49)
(سفر التثنية 38: 8 – 10) ، (سفر هوشع 4: 12)، (سفر هوشع 4: 14 – 15)
ونجد أيضًا، أن الكتاب المقدس للنصرانية، يتضمن ما يسمّى بـ(نشيد الإنشاد)، والذي تلقّبه النصرانية بـ(قدس الأقداس)، حيث يوضح التفاصيل الخاصّة بكيفية الزنا بالمرأة البغيّ، بل ويصف مفاتن المرأة وأدقّها، وذلك بكلمات تخجل منها الألسنة عن النطق بها، والآذان عن سماعها، والأقلام عن تسطير حروفها، وللك فإن نشيد الإنشاد، الذي يتضمنه الكتاب المقدس للنصرانية، إنما هو بمثابة درس عن كيفية ممارسة الزنا والجنس.
فإذا ما نشأ إنسان طاهر عفيف، بعيد عن مثل تلك الفواحش، ولكنه أخذ يقرأ مثل تلك الفقرات من الكتاب المقدس للنصرانية، فإنه سرعان ما يأخذ دورة تدريبية في الانحطاط الخلقي، وكيفية ممارسة مثل تلك الرذائل.
والمستوى الأول من تلك الدورة التدريبية الفاحشة، يجده فيما يُسمّى بـ(سفر نشيد الإنشاد).
والمستوى الثاني من تلك الدورة التدريبية الفاحشة، يجده فيما يُسمّى بـ(سفر حزقيال)، ..... وهكذا، ثم يكون بعد ذلك على أعلى مستوى من الانحطاط الخلقي، وممارسة الزنا وشتى أنواع الفواحش.
وقد يندهش القارئ لهذه الكلمات التي نسطرها ، كوصف لما بالكتاب المقدس للنصرانية من خلع وفجور، ولكنه يمكنه التأكد مما ذكرنا بالرجوع إلى تلك المواضع التي قد أشرنا إلى جزء منها.
بل إن الأعجب مما ذكرنا: أن الكتاب المقدس للنصرانية ينسب مثل ذلك النشيد الخليع المسمّى بـ(نشيد الإنشاد) إلى نبي الله سليمان عليه السلام، بل إن من التناقض العجيب: أن الكتاب المقدس للنصرانية يرجع ويقول بأن سليمان النبي قد عبد آلهة أخرى (الأصنام) في آخر حياته.
تعالى الله عز وجل عن سوء الاختيار لأنبياءه ورسله، وعن إنزال الكلمات الرذيلة الفاحشة في كتبه، علوًا كبيرًا.
ونجد أيضًا، أن الكتاب المقدس للنصرانية، يدّعي أن الله قد أمر هوشع أن يتخذ لنفسه زانية وينجب أولاد زنى، كما في سفر (هوشع، إصحاح أول ، عدد ثاني).
ونجد أيضًا، أن الكتاب المقدس للنصرانية يدّعي أن الله قد أمر بأن يرتوي المرء من ثديي امرأته، كما في (سفر الأمثال اصحاح 5 عدد 18).
ومن قليل ما أشرنا إليه بالكتاب المقدس للنصرانية يتبيّن: أن الكتاب المقدس للنصرانية مليء بالأقوال الفاحشة، والعبارات البذيئة، من مثيل تلك الكتب التي يحظر طبعها ونشرها.
ومن ثم يتبيّن السبب من وراء انتشار مثل تلك الرذائل والفواحش والمنكرات بين صفوف المسيحية إلى تلك الصورة الكبيرة المذهلة، بما فيها الكنائس في احتفالياتها بأعياد الميلاد في أول السنة الميلادية، لا سيما المجتمع الغربي الذي لا تحكمه قوانين الإسلام وتشريعاته.
فمن يقرأ موادًا فاسدة، فإن العقل يصير فاسدًا، بحيث إن من يقرأ عن الإباحية، فإن الذهن سرعان ما يتعود على ذلك، ومن ثم تتصعّد الأمور، وتنحلّ القيم، ثم يجد الإنسان نفسه منغمسًا في تلك الإباحية المقيتة.
فنوعية القصص التي تُقرأ تشكل نوعية العقلية التي سوف تكون عليها، والعلم الحديث شاهد على ذلك.
ومن المحال في حقّ الله تعالى أن يُنسب إليه مثل ذلك الذي أردناه من الكتاب المقدس للنصرانية، أو غيره مما هو على شاكلته، ككلام صادر منه جلّ وعلا.
7- الدعوى بأن ولادة البنات تضاعف نجاسة الأمهات عن الذكور
ونوجز ذلك بذكر ما تدّعيه النصرانية، من أن ولادة البنات تضاعف نجاسة الأمهات عن الأولاد، مستمدة تلك الدعوى من كتابها المقدس، لما جاء في (سفر اللاويين 12: 1 – 5)، بحيث تكون المرأة نجسة إذا ما ولدت أنثى، لمدة أسبوعين، بينما تكون نجسة لمدة أسبوع واحد إذا ما ولدت ذكرًا.
8- الدعوى بأن المرأة كانت سببًا في إغواء آدم:
حيث نجد أن الكتاب المقدس للنصرانية يدّعي بأن المرأة هي من كانت سببًا في إغواء آدم عليه السلام.
والحق: أن الأمر بخلاف ما تدّعيه النصرانية، لأن المرأة لم تكن هي من تسبب في إغواء آدم.
9- الدعوى بتحريم الزواج من الأرملة والمطلّقة
حيث نجد أن الكتاب المقدس للنصرانية يُحرّم الزواج من المرأة الأرملة والمطلقة، كما في (سفر اللاويين، إصحاح 21، عدد 14).
إلى غير ذلك من مثيل ما ذكرنا، مما هو مناقض للتشريع الإسلامي، وتعاليمه.
فالإسلام هو من رفع من قدر ومنزلة المرأة، وأعطاها حقّها دون أن يهضم منه شيئًا، ويكفي أن نشير لبرهان ذلك، إلى:
أن الله تعالى قد أنزل في كتابه المحكم (القرآن الكريم)، الذي قد بعث به خاتم الأنبياء والرسل محمد r، سورة تسمّى (بسورة النساء)، ولا يوجد ما يسمى بسورة الرجال.
فأي تشريف وتكريم للمرأة بصفة خاصة، والنساء بصفة عامة، بعد هذا التكريم الذي حظيت به من رب العالمين، في كتابه العظيم (القرآن الكريم).
10- الدعوة إلى عدم الختان، ومن ثم إثارة الغرائز الجنسية
حيث إن النصرانية تدّعي أن الختان كان واجبًا من قبل، ولكنه صار منسوخًا لديها،
ولا شك أن مثل ذلك الادّعاء إنما هو ادّعاء باطل.
فالختان، هو بمثابة التهذيب للشهوة الجنسية، والتي إذا ما زادت عن حدّها اللائق، كانت مؤدّاها إلى محاولة إشباعها بطرق غير شرعية، ومن ثم التصرف بطريقة همجيّة أشبه بالطبيعة الحيوانية، ومن ثم كثرة حالات الزنا والاعتداء والاغتصاب، والإحصائيات العالمية برهان ذلك.
وننوه إلى: أن الطبّ له دور في ذلك، بحيث إنه إذا ما تبيَّن أن بنتًا ما (كمثال) لا تحتاج إلى الختان كحالة خاصة بها، فإنها لا تُختن، ولا يجب الختان في حقها آنذاك، ولكن الأصل هو الختان بالنسبة للذكور والإناث على حدّ سواء.
فأي تشريع أعظم من هذا التشريع الإسلامي الحنيف.
9- الدعوة إلى أكل لحم الخنزير
حيث تدّعي النصرانية أن الخنزير كان محرّمًا من قبل، ولكنه صار محللًا لها، لما جاء في (سفر اللاويين اصحاح 11 عدد 1)، ولا شك أن ذلك ادّعاء باطل، حيث إن الخنزير قد ثبتت نجاسته علميًّا، وذلك بشهادة أطباء النصارى أنفسهم، وبذلك يصير الخنزير مُحرَّمًا علميًا، إضافة إلى تحريمه شرعًا.
ومن المُحال في حق الله تعالى أن يُنسب إليه تحليله للنجاسات والخبائث.
وغير ما ذكرنا الكثير والكثير مما يدعو إليه الكتاب المقدس للنصرانية، مما هو مُخالف للحقّ الموافق للفطر النقيّة والنفوس الزكيّة والعقول الراجحة الرشيدة، ولكن نكتفي بتلك النماذج التي قد أشرنا إليها، على أن نختم هذه النقطة بذكر ما قاله الأديب (جورج برناردشو) عن الكتاب المقدس للنصرانية، لما يحتويه من ألفاظ وقصص فاحشة تنكرها القلوب السيلمة، والفطر النقية، حيث يقول:
«إنه من أخطر الكتب الموجودة على وجه الأرض، احفظوه في خزانة مغلقة بالمفتاح».
وغيره يقول:
«إن قراءة قصص الكتاب المقدس للأطفال يفتح الباب لفرص مناقشة العبرة وراء الجنس، وإن الكتاب المقدس (للنصرانية) إذا لم يُهذب ويُنقح قد تعتبره مجالس الرقابة صالحًا للكبار فقط، لمن جاوز الثامنة عشرة من العمر (لما فيه من خلع وفجور)] (الحقيقة المجرّدة – اكتوبر 1977).
وغير ذلك الكثير من الشهادات التي تشهد بمساوئ الكتاب المقدس للنصرانية، وتهاجمه بشدة.
ومن قليل ما أشرنا إليه يتبيّن لنا الكثير من المساوئ التي يدعوا إليها الكتاب المقدس للنصرانية، من فساد معتقد، ونكارة دعوة، وبذئ قول، وفحش قصص... إلى غير ذلك مما يستحيل نسبه إلى الله تعالى، وإلحاقه به جلّ وعلا.



([1]) العنصرية، للشيخ/ أحمد ديدات.
([2]) العنصرية، للشيخ/ أحمد ديدات.
([3]) نفس المصدر السابق بتصرف.
([4]) عتاد للشيخ/ أحمد ديدات.

هناك تعليق واحد:


  1. شهادة قرض جدي اكتسبت، شكرا جزيلا لك السيد أنثونيا اليكس للمساعدة القرض الخاص بك من 45.000 يورو التي قمت بها لي. وسوف أتحدث عن خدماتك لمن حولي الذين يحتاجون إلى قرض أو تمويل. أنا سعيد مع القرض الذي منحت لي لا تتردد، إذا كنت في حاجة الى قرض وقرض شرعي حقيقي القرض حتى مجرد التكرم الاتصال به الآن والحصول على القرض الخاص بك عن طريق البريد الإلكتروني: GREENLIFEOFFER@GMAIL.COM

    شكرا .

    ردحذف