بداءة نوضح: أن النصرانية قد جمعت بين كل من الصفات المعيبة الناقصة التي قد نسبتها اليهودية إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى، من سوء اختيار للأنبياء والرسل، وجهل وعدم علم بالغيب والمستقبل، ومن عنصرية وفظاظة وتحيّز، ومن ندم وتعب، ... إلى غير ذلك مما قد أوردنا جزءً منه في السابق (في عقيدة اليهودية في الإله
الرب سبحانه وتعالى)، وذلك لتضمن الكتاب المقدس للنصرانية لكتاب اليهودية، واحتواءه له تحت مسمّى العهد القديم، وبين ما نسبته هي (النصرانية) افتراءً وزورًا، وألصقته بالإله الربّ سبحانه وتعالى من اتخاذ للولد تحت ما يُسمّى بتجزئة الإله إلى ثلاثة أقانيم، ... وإلى غير ذلك مما قد أشرنا إليه في السابق مع توضيح لفساده وبطلانه.وبمشيئة الله تعالى سوف نوضح في هذه النقطة مزيدًا مما قد نسبته النصرانية إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى من صفات معيبة وناقصة، والتي لا يمكن لعاقل نقي الفطرة أن يقبلها في حق الله سبحانه وتعالى.
ومن تلك الصفات المعيبة الناقصة التي قد نسبتها النصرانية إلى الله سبحانه وتعالى، الآتي:
- أنها قد نسبت إليه سبحانه وتعالى صفة النوم، حيث تشبه الإله الرب سبحانه وتعالى بالإنسان المستيقظ من نومه، والكريه رائحة الفم، حيث ينصّ الكتاب المقدس للنصرانية على الآتي: «فاستيقظ الربّ كنائم جبار مُعيّط من الخمر» (المزامير 78: 65).
تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا
- ولقد صورت النصرانية الإله الربّ سبحانه وتعالى بالفظاظة والدموية والوحشية، وتصفه بأنه يصعد من أنفه نار ودُخان.
ففي (سفر صموئيل الثاني: إصحاح 22، عدد 2)، نجده يقول:
«خرج دخان من الربّ، خرجت نار من أنفه».
تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا
ولا شك، أن النار رمز للحريق والحرب، ورمز للخراب والدمار، بعكس الضياء والنور.
- ومما ينص عليه كتاب النصرانية، تأكيدًا لذلك التصوير الذي تتصوّره النصرانية في الإله الربّ سبحانه وتعالى، الآتي:
حيث إنه ينسب (كتاب النصرانية) إلى الله تعالى، أنه قد أمر بني إسرائيل بالانتقام من قبيلة عماليق، قائلًا لهم:
«اقتلوا كل رجل وامرأة وطفل ورضيع وبقر وغنم وجمل وحمار»، كما في (سفر صموئيل الأول، إصحاح 15، عدد 2).
ثم ينسب كتابها إلى الله تعالى، أنه قال لهم أيضًا:
«لا تشفق أعينكم ولا تعفوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك، نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى»، كما في (سفر حزقيال، اصحاح 9، عدد 5).
إلى غير ذلك مما تتصوره النصرانية في الإله الربّ من ظلم ودموية ووحشية.
تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا
- ولقد نسبت النصرانية إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى صفة الصفير، أي أنه كان يُصفِّر ويصدر عنه صفير، كما في (سفر أشعياء 5: 26)، وأيضًا (زكريا 10: 8).
تعالى الله عن مثل ذلك علوًا كبيرا
- ولقد نسبت النصرانية إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى صفة التصفيق، أي أنه كان يُصفق بيديه، كما في (سفر حزقيال، اصحاح 12، عدد 71).
تعالى الله عن مثل ذلك علوًا كبيرا
- ولقد نسبت النصرانية إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى من الصفات ما تأنف منه الفطر النقيّة والنفوس الزكيّة، ويرفضه كل عقل رشيد، كأن تثبت له وجود الفرج كوصف له، كما في (الفقرة 7 من الزبور الثاني)، وأن تثبب له وجود الدّم كوصف له، (كما في الفقرة 28 من الباب العشرين) من أعمال الحواريين.
إلى غير ذلك من إثبات الرأس والشعر والوجه والقفا والأذن والعين والأجفان والبطن والقلب والظهر.
تعالى الله عن مثل تلك الافتراءات والأكاذيب علوًا كبيرا
وغير ما ذكرنا الكثير والكثير مما قد نسبته النصرانية إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى، من صفات يُستحى اللسان عن ذكرها تعفّفًا عند نسبها إلى الله تعالى وإلصاقها به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق