الأحد، 25 ديسمبر 2011

التحريف والكتاب المقدس للنصرانية، ونوع الكلام المذكور فيه



لقد استطاعت الأيدي الخفيّة ذات المطامع والأهواء أن تنال من الإنجيل الذي جاء به المسيح، ومن قبله التوراة التي جاء بها موسى... إلى غير ذلك مما قد سبق الإنجيل والتوراة في مجيئهما.
ومن ثم فإن الكتاب المقدس للنصرانية بما هو متضمن له مما يُسمّى بالعهد القديم، وأيضًا ما يُسمّى بالعهد الجديد، قد تم تحريفه وتضييعه من قِبَل الحاقدين وأعداء الدين.

ويشهد على ذلك: عدم وجود نسختان متطابقتان من المخطوطات التي ترجع إليها النصرانية، لتزكّي وتدعّم إحداهما الأخرى.
فإننا نجد تحت ما تسمّيه النصرانية بالعهد الجديد ما يُسمّى بإنجيل متى وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا وإنجيل مرقس، ولا نجد ما يُسمّى بإنجيل المسيح، إضافة إلى الاختلافات والتناقضات والتضاربات بين كل من تلك الأناجيل وبعضها البعض.
غير أننا نجد نسبة ما يُنسب إلى المسيح مع ما قد ناله من تحريف وتضييع، لا يتجاوز 10% من محتويات تلك الأناجيل المختلفة، والإنجيل ذو الحروف الحمراء يوضح ذلك.
وإذا كان الأمر كما ذكرنا، فماذا عن باقي محتويات الأناجيل الـ90%، الغير منسوبة إلى المسيح؟!! من كتبها؟ ومن أضافها؟ ولماذا؟!
وهل لأحد أن يكتب أو يضيف كلمة واحدة إلى كلام الله تعالى، فضلًا عن 90% تنسبها النصرانية من كتابها إلى غير كلام المسيح؟!
مع التنويه إلى: أنه من المعلوم أن الإنجيل الذي قد جاء به المسيح لم يُكتب في عهده، وإنما كانت كتابته بعد ما يُقارب الـ 300 سنة من رسالته، ومن ثم تعدّدت الأناجيل مع ما بها من اختلافات وتناقضات، وكثرة للمراجعات والتنقيحات إلى يومنا الراهن، والتي ستظل كذلك إلى ما شاء الله تعالى.
لذلك، فإنه لا يوجد سند متّصل لمثل تلك الأناجيل المختلفة يصحّ نسبه إلى المسيح.
ويؤكد ذلك: أن الكثير من كُتّاب ومؤلفي الكتب والأسفار التي يتكون منها الكتاب المقدس للنصرانية، منهم من هم مشكوك فيهم، ومنهم من هم مجهولون بالكليّة.
ومثال ذلك: أن الكُتَّاب للنسخة المنقحة يقولون عن مصدر سفر القضاة: أنه ربما يكون صموئيل، وسفر راعوث ربما يكون صموئيل، والعجيب: أنهم عندما يأتون إلى سفر صموئيل نفسه يعلنون أن المؤلف مجهول.
أي أن كتاب ومؤلفي الأسفار مشكوك فيهم.
وغير ذلك الكثير والكثير من الأسفار التي يشكّون في كتّابها ومؤلفيها، والأسفار التي يُجهل كتابها ومؤلفيها بالكلية.
ومن نماذج التحريفات والتغييرات التي قد تمّت بالكتاب المقدس للنصرانية، والتي اكتشفت بواسطة ما قام به المراجعون (من علماء المسيحية) للنسخة المعتمدة (نسخة الملك جيمس) للكتاب المقدس للنصرانية، حين رجعوا (كما يقولون) إلى المخطوطات الأكثر قدمًا، وهؤلاء المراجعون كما يوصفون: 32 عالمًا يعودون إلى خمسين طائفة مختلفة، حيث قد استبدلوا كلمة (ghost) بكلمة (spirit)، بحيث يصير المعزى الذي بشرت بمجيئه الأناجيل يُسمّى (The Holy spirit).
وذلك من التحريف والتغيير والتبديل البيِّن، حيث إنهم لو كانوا يعلمون أن ما بأيدهم هو كلام الله حقًّا لما تلاعبوا بكلماته وألفاظه مثل ذلك التلاعب الواضح الصريح، وذلك حتى يُشبعوا أهواءهم، وتتحقق لهم مطامعهم، وتتجدد المبيعات من كتابهم مرة أخرى، وهكذا، كما هو الدأب منذ زمن بعيد، حيث الإصدار المتجددة للنسخ العديدة المختلفة بمرور الزمان، ومن ثم جمع الأموال الطائلة جرّاء ذلك الإسلوب المخادع.
وصدق الله تعالى إذ يقول:
âفَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَá [البقرة: 79].
ومما يبرهن على أن الكتاب المقدّس للنصرانية قد حُرِّف وضيِّع: ما قد أشرنا إليه في النقطة السابقة لهذه الجزئية، تحت عنوان (إلى أي شيء يدعوا الكتاب المقدس للنصرانية؟)، بحيث يمكن الرجوع إليها، وذلك حتى لا نلجأ إلى التكرار.
نوع الكلام المذكور في الكتاب المقدس للنصرانية
ولإيضاح نوعية ذلك الكلام المذكور بكتاب النصرانية، نشير إلى مزيد من مواضع مثل تلك القصص الفاحشة الرذيلة، التي يتضمنها (الكتاب المقدس للنصرانية)، والتي تصور الكثير والكثير من مشاهد الزنا والاغتصاب وقصص العاهرات (الزواني)، مع وصف فاضح لعهرهن، وتفصيل مقذذ لتلك المشاهد جزءً بجزء، ابتداءً من أول الحدث وحتى نهايته، مما يثير الغرائز الجنسية للإنسان القارئ أو السامع لها، ومن ثم مُؤدّى ذلك إلى الانحطاط الخُلُقي، والانغماس في مستنقع مثل تلك الفواحش، والتي هي من أحطّ وأقبح الرذائل والمنكرات.
ومن ثم عدم ترك أدنى مجال للشك، لدى صاحب فطرة نقية ونفس زكيّة وعقل رشيد، في أنّ الكتاب المقدّس للنصرانية قد خضع تمامًا لما قام به الملوثون من تحريف وتضييع له.
ومن المواضع التي تؤكد ما أشرنا إليه، حيث لا يمكن ذكره تعفّفًا، الآتي:
(سفر التكوين 19: 3 – 35)، والذي ينصّ على أحد أنواع زنا المحارم، والذي هو من أقبح وأحطّ أنواع الزنا، حيث يذكر قصة زنا الأب بابنتيه، وكيفية حدوث ذلك.
(سفر التكوين 35: 22)، حيث يذكر قصة زنا الابن بزوجة أبيه.
(سفر التكوين 38: 15 – 18)، حيث يذكر قصة زنا الزوجة بوالد زوجها.
(سفر صموئيل الثاني 13: 11، 13 : 14)، حيث يذكر قصة زنا الأخ بأخته، بل اغتصابها.
(سفر صموئيل الثاني 16: 22)، حيث يذكر قصة زنا الابن بزوجات أبيه.
وإذا ما أراد أحد أن يقرأ مزيدًا عن الإباحية والجنس، فإنه يمكنه الرجوع إلى مثل تلك الأسفار بالكتاب المقدس للنصرانية، التي سوف نشير إلى مواضع بعض منها، حيث إن بها قصصا للعاهرات (الزواني) مع وصف فاضح لعهرهن، وتصوير مُقزّز لتلك المشاهد من الزنا، ومن تلك المواضع:
(سفر حزقيال 23: 1 – 49)، (سفر التثنية 38: 8 – 10).
(سفر هوشع 4 : 12)، (سفر هوشع 4: 14 – 15)، نشيد الإنشاد.
إلى غير ذلك من المواضع الكثيرة التي تؤكد ما ذكرنا.
ولذلك، فإن من قليل ما أشرنا إليه من بعض محتويات الكتاب المقدّس للنصرانية في هذه الجزئية، يتبيّن:
أن اللغة المستخدمة بالكتاب المقدس للنصرانية إنما هي لغة أهل الفسق والعهر، وأهل الخمور والفجور، حيث إن اللغة المستخدمة فاسقة إلى حد كبير، بحيث يستعف الإنسان الفاضل عن قراءة مثل ذلك الكلام بعينه، فضلًا عن سماعه أو النطق به.
ومن المُحال لذي فطرة سوية ونفس زكيّة وعقل رشيد، أن ينسب مثل ذلك الكلام المذكور بالكتاب المقدس للنصرانية إلى الله تعالى.
فتعالى الله عز وجل عن كل سوء علوًا كبيرًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق