لقد برّأ الله تعالى المسيح عليه السلام في القرآن الكريم، مما قد نسبته إليه اليهودية من الولادة بغية ونسبه إلى الزنا ...، إذ يخبر الله تعالى في قرآنه الكريم ما قد بشرت به الملائكة السيدة مريم من حمل وولادة للمسيح عليه السلام، بإرادة وكلمة من الله تعالى، فيقول:
﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [سورة آل عمران: 45].
ولقد برّأ الله تعالى أيضًا المسيح عليه السلام في القرآن الكريم مما قد نسبته إليه النصرانية من تهمة ادّعاءه الألوهية، إذ يقول سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم:
﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [سورة المائدة: 116 ، 117].
لذلك فإن القرآن الكريم هو من جاء بالقول الفصل في المسيح بن مريم، دون إفراط النصرانية له، ودون تفريط اليهودية تجاهه، فليس كما ادّعت وافترت عليه كلا من النصرانية واليهودية.
حيث إن القرآن الكريم قد جاء: بأن المسيح هو عبد لله تعالى، ورسول كريم منه، كانت ولادته آية ومعجزة، وكان كلامه عليه السلام في المهد تشريفًا له، وتطهيرًا لوالدته مما قد نُسب إليها افتراءً وزورًا، وإيذانًا بنبوته ورسالته بعد ذلك، إذ يقصّ الله تعالى في ما أخبر به المسيح عند كلامه في المهد، فيقول:
﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ [سورة مريم: آية 30].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق