الأحد، 25 ديسمبر 2011

عالمية رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم



لقد بينّا في الردّ على دعوى اختلاق القرآن من اليهودية أو النصرانية، ما جاء به النبي محمد
 من معتقد صاف سليم، لا غلو فيه ولا تفريط، ولا فحش فيه ولا نكارة، مناقض لكل من افتراءات اليهودية والنصرانية، إضافة إلى ما جاء به  من تشريع قويم مُناقض لما حرّفته كلا من اليهودية والنصرانية، وإضافة إلى ما جاء به  من تعاليم سامية وعبادات هادية ومعجزة باقية (القرآن الكريم) إلى قيام الساعة، وفي ذلك كله برهان على عالمية رسالته .

ولمزيد من الاستفاضة في هذه النقطة يمكن الرجوع إلى كتاب/ الإله الخالق ما بين تعظيم المسلمين وافتراءات النصارى والكاذبين وإنكار الملحدين.
ويمكن أيضًا بيان عالمية رسالة النبي محمد ، بتوضيح الآتي:
أن النبي محمد  بعد ما آمن الناس بدعوته ورسالته، وقيامه  بتأسيس الدولة الإسلامية على أسس الخير والفضيلة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قام بإرسال الرسائل إلى ملوك وأمراء الدول الخمس المجاورة له، داعيًا إياهم أن يقبلوا الإسلام دينًا من عند الله ربّ العالمين.
ومن هذه الدول التي قام النبي محمد  بإرسال الرسائل إليها: الفرس والروم، وهما أكبر امبراطوريتين في ذلك الوقت، إضافة إلى إرساله  الرسائل إلى ملك مصر، وإلى ملك اليمن، وإلى نجاشي الحبشة.
ثم جاءت الفتوحات الإسلامية لكل من تلك الدول وغيرها بما فيها امبراطوريتي الفرس والروم، وذلك في عهد أصحاب النبي محمد ، ومَن بعدهم، حيث انتشر الإسلام انتشارًا عظيمًا، ولاقى قبولًا واسعًا شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، في آسيا وإفريقيا وأوروبا ودخل الناس فيه أفواجا.
وكل ذلك مما يؤكد ويبرهن على عالمية رسالة النبي محمد ، وأنها للناس كافة في كل مكان وزمان، حيث قد حفظها الله تبارك وتعالى من أهواء ومطامع الحاقدين.
ونُدلّل على مصداقية رسالة النبي محمد  ومن ثم عالميتها بما قد أوحاه إليه ربه تبارك وتعالى:
حيث إن أول آية بفاتحة الكتاب (القرآن الكريم) الذي جاء به النبي محمد  هي: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 1]، وليست الحمد لله ربّ المسلمين.
أي أن من صفات الإله الذي جاء النبي محمد  يدعوا إلى وحدانيته، أنه جل وعلا ربّ للعالمين، وليس ربًّا لفئة معينة مثلما تدّعي اليهودية (حيث تزعم أن الربّ هو ربّ بني إسرائيل) أو غيرها.
ولو أن محمدًا  كان مُدعيًا للنبوة، مُعلنًا رسالته عنادًا لليهودية أو النصرانية أو غيرهما، لكان من الممكن أن يأتي بدلًا من الآية السابقة بقول: الحمد لله ربّ المسلمين، أو ما شابه ذلك، ولكن حاشاه .
فالنبي محمد  لم يتكلم إلا بما قد أوحاه إليه ربّه تبارك وتعالى، ولم يكن إعلانه لرسالته عنادًا لليهودية أو النصرانية، أو ما شابه ذلك، وإنما كان إعلانه  لرسالته بتكليف من الله عز وجل له، إعلانًا للحقّ وإظهارًا له، ودحرًا للباطل وإزهاقًا له.
ومن ثم يتبين بجلاء عالمية رسالة النبي محمد  من خلال دعوته إلى وحدانية الإله الخالق، ربّ البشر أجمعين وربّ العالمين، كما أوضحنا ذلك من خلال الآية الكريمة السابقة.

نماذج ممن شهد لهذا النبي الخاتم الأمين محمد 
لقد شهد الكثير والكثير من العلماء الغربيين في شتى المجالات للنبي محمد ، وحيث إنه لا يتسع إدراج هذه الشهادات في هذه النقطة القصيرة، فإننا بمشيئة الله تعالى سوف نوضح فقط بعضًا من هذه الشهادات، للتعرف على جانب من الأسباب التي جعلت مثل هؤلاء الغربيين من أصحاب المكانة والمنزلة في مجتمعاتهم، أن يشهدوا لهذا النبي الخاتم الأمين محمد ، على الرغم من نشأتهم وسط مجتمعات معادية للإسلام.
ونبدأ بـ:
1- ماسيرمان: وهو مُحلل نفسي أمريكي، وأستاذ في جامعة شيكاغوا، إضافة إلى أنه يهودي.
فهو (ماسيرمان) يعطي الأسس التي يبنى عليها اختياره للقائد الأعظم لجميع الأزمنة، وفقًا لرؤيته، وهي:
أ- يجب أن يتوفر في القائد التكوين السليم للقيادة.
ب- يجب أن يوفر القائد نظامًا اجتماعيًا يشعر فيه الناس بالأمن والطمأنينة.
ج- يجب أن يوفر لشعبه مجموعة واحدة من المعتقدات.
ثم يقول بعد شرح لهذه الأسس: «لعل أعظم قائدًا على مر العصور هو محمد الذي جمع الأعمال الثلاثة، وقد فعل موسى (عليه السلام) نفس الشيء بدرجة أقل»([1]).
2- مايكل هارت: وهو مؤرخ وعالم رياضيات.
حيث نجده، يضع النبي محمد  في المرتبة الأولى بكتابه (الخالدون المائة)، وهو كتاب يقوم بتصنيف أكثر الأشخاص تأثيرًا في التاريخ.
3- جون وليم درايو: وهو طبيب، ودكتور في الحقوق.
حيث نجده يقول بكتابه (تاريخ التطور الفكري الأوروبي) في شأن النبي محمد ، مضمونًا: أن النبي محمد  وُلِد في مكة، في جزيرة العرب سنة 569 بعد الميلاد، وبعد سنوات صار الرجل الذي كان أعظم تأثير على الجنس البشري من بين جميع الرجال.
4- الموسوعة البريطانية:
حيث نجدها تكتب عن النبي محمد :
«أنه الأكثر نجاحًا من بين كل الشخصيات الدينية».
وغير ما ذكرنا الكثير والكثير من شهادات الغرب وغيرهم، لهذا النبي الخاتم الأمين محمد ، الذي جاء بالإسلام هدى ورحمة للعالمين.
ونكتفي بما قد أشرنا إليه في هذه النقطة، وذلك للانتقال بمشيئة الله تعالى إلى نقطة أخرى بخصوص موضوع هذا الكتاب.



([1]) محمد صلى الله عليه وسلم الأعظم، للشيخ/ أحمد ديدات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق