بداءة نوضح: أن اليهودية قد ذمّت وعابت الإله الربّ سبحانه وتعالى، ونسبت إليه من الصفات ماتكون سببًا في الانتقاص منه، ومن عظيم صفاته، بحيث لا يمكن للفطر السوية والنفوس الزكية والعقول الرشيدة قبولها في حق الإله الربّ سبحانه وتعالى.
ويرجع ذلك إلى ما قد نال كتاب اليهودية من التغيير والتبديل والتحريف، تبعًا للأهواء وانقيادًا خلف الشهوات.
فنجد أن التوراة التي تنسبها (اليهودية) إلى موسى عليه السلام، تتضمن الكثير والكثير من القصص المفتراة، مع ما فيها من بذئ الأقوال الفاحشة، ونسبها وإلقاصها بالأنبياء والصالحين، على الرغم من اعترافها (التوراة) بنبواتهم ورسالاتهم.
وبمشيئة الله تعالى سوف نوضح جزءً من ذلك في نقاط لاحقة.
ومن ثم فإن اليهودية بذلك الذي ألصقته بأنبياءها وصالحيها من بذيء الأفعال والجرائم تكون قد نسبت إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى سوء الاختيار لأنبيائه ورسله، نتيجة جهله بما سيُقدِمون عليه من ارتكاب لمثل تلك الجرائم والفواحش المنسوبة إليهم.
ومن ثم فإن اليهودية أيضًا تكون قد نفت عن الإله الربّ سبحانه وتعالى صفة الحكمة، لأنه بدلًا من أن يُحسن اختيار أنبيائه ورسله ليكونوا بمثابة مصابيح هدى للبشرية، قام بإساءة الاختيار لهم ليصيروا بذلك بئس النماذج المقتدى والمحتذى بهم.
فاليهودية قد نسبت إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى العديد من الصفات الذميمة إثر افتراءاتها على أنبياءها ورسلها، ومن مثيل تلك الصفات الذميمة:
أ- صفة سوء الاختيار ب- الجهل وعدم العلم بالغيب والمستقبل
جـ- انتفاء الحكمة.
إلى غير ذلك مما يترتب على مثل تلك الصفات من صفات معيبة ناقصة يستحيل لعاقل أن يتقبلها في حق الإله الربّ سبحانه وتعالى.
ونجد أيضًا، أن اليهودية قد نسبت إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى صفة العنصرية والظلم والفظاظة.
حيث إن اليهود يعتقدون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن الإله إنما هو إله بني إسرائيل، وأن الربّ إنما هو ربّ بني إسرائيل، وأن مختلف الأمم والشعوب من غير جنسهم اليهودي لا أمل لهم في الإله الربّ سبحانه وتعالى، حيث يزعمون أن سائر الأمم والشعوب مرفوضة منه.
وبما أن إله اليهود لا يقبل سواهم، ولا يتقبل عبادة إلا منهم، إذن فلا أمل لسائر الأمم والشعوب في التعبد والتقرّب لذلك الإله الربّ الذي خلقهم، وليبحثوا حينئذ عن إله آخر يرضونه فيتقبلهم. (استنكارًا لادّعاء اليهودية).
وذلك بلا شك وصف أيضًا للإله الربّ بعدم الحكمة، (تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا).
ونجد أيضًا أن اليهودية قد نسبت إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى أنه عبارة عن جسم كبير، ومن ثم فإنها تصفه بالتجسيم والتحيّز، ومن المحال في حقّ الله تعالى أن يوصف بمثل ذلك، لأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، فلا يمكن أن يحتويه مكان أو يُفنيه زمان.
فالله سبحانه وتعالى هو خالق المكان والزمان، وذلك يعني أن المكان قد أوجده الله تعالى لتعيش المخلوقات فيه (كالإنسان والحيوان والطير ...).
وقبل خلق الله تعالى لهذه المخلوقات لم يكن هناك مكان أو زمان.
لذلك، فإن اليهود هم أول من يتبعون المسيح الدجّال الذي يخرج آخر الزمان، ويدّعي الألوهية، مع أنه لا يستطيع أن يزيل ما به من عور، حيث إن من صفاته ذلك العور الذي بإحدى عينيه، مع ضخامة في جسمه.
ومن المحال في حقّ الله تعالى أن يكون بذلك الوصف المُتّصف به المسيح الدجال، سواءً كان ذلك العور الذي بإحدى عينيه، أو ذلك التجسيم والتحيّز المتّصف به الدجّال.
ويؤكد ذلك التجسيم الذي تدّعيه اليهودية وتنسبه إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى، افتراءً عليه، أنها تزعم أن موسى عليه السلام قد رأى أجزاء الله الخلفية (المؤخّرة)، حيث ينصّ كتابها على أن الله قال له لموسى الآتي: «ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يُرى» [سفر الخروج 33: 23].
والنصّ بالإنجليزية لسفر الخروج (33: 23)، كالآتي:
[And thou shall see my back parts]
وترجمته الحرفية: وسوف ترى أجزاء مؤخرّتي، (تعال الله عن مثل ذلك علوًا كبيرًا).
ونجد أيضًا، أن اليهودية قد نسبت إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى أنه قد تصارع مع يعقوب، وكانت الغلبة ليعقوب، حيث ينصّ كتابها على الآتي:
«فقال لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل إسراءيل لأنك جاهدت مع الله ومع الناس فقدرت» (سفر التكوين 32 : 28)، (تعالى الله عن مثل ذلك علوًا كبيرا).
وذلك الذي تدّعيه اليهودية إنما هو نابع من تلك الأمثلة الوصفية الكثيرة، المثيرة للصور الذهنية، والتي تعِجّ وتمتلئ بها كتبها، حيث تصور الإله الربّ بالكلمات حسب شكل الإنسان نفسه.
ومن تلك التعبيرات أيضًا التي ينصَّ عليها كتاب اليهودية، والتي يتصوّر منها القارئ أن الإله الربّ مثل الإنسان وأنه مُتحيّز، بحيث يكون له مكان يحدّه ويحيط به، الآتي:
«فنزل الربّ لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنوهما» (سفر التكوين 11: 15).
(تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا)
وأيضًا، وَصْف الإله الربّ كإنسان يشم، كالآتي: «فتنسم رائحة الرضا وقال الربّ في قلبه ....» (سفر التكوين 8:21).
ونصّ ذلك بالإنجليزية (And lord smelled asweet savour)
وترجمته الحرفية: وشم الربّ نكهة أو رائحة حلوة.
تعالى الله عز وجل عن مثل ذلك علوًا كبيرا
ونجد أيضًا، أن اليهودية قد نسبت إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى، صفة الندم والتأسف والحزن، ولا شك أن الندم يتأتى من قبيل سوء التصرّف وفعل الخطأ، نتيجة الجهل بعواقب ذلك الفعل.
ويتبيّن ذلك مما ينصّ عليه كتاب اليهودية، كالآتي:
«فحزن الربّ أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه» (سفر التكوين 6:6).
تعالى عز وجل عن مثل ذلك علوًا كبيرا.
ونجد أيضًا أن اليهودية قد نسبت إلى الإله الرب سبحانه وتعالى: أنه يستريح ليستعيد نشاطه، ولابد أن تلك الاستراحة لاستعادة النشاط تكون جرّاء التعب والإنهاك في الجهد.
ولا شك أن ذلك كله مُحال في حق الله تعالى، لأن أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.
ويؤكد ما ذكرناه من نَسْب اليهودية إلى الله تعالى صفة الاستراحة لاستعادة النشاط، والتي لا تكون إلا جرّاء التعب والانهاك في الجهد، الآتي:
« ... لأنه في ستة أيام صنع الربّ السماء والأرض، وفي اليوم السابع استراح وتنفّس» (سفر الخروج 31: 17).
ونصّ ذلك بالإنجليزية: [He rested and Refreshed]
وترجمته الحرفية: استراح واستعاد نشاطه.
ومن ثم فإن اليهودية تحيي ذكرى (يوم السبت) اعتقادًا منها كما في كتبها، أن الله قد تعب واحتاج أن يستعيد نشاطه بعد ستة أيام (أي نتيجة الأشغال الشاقة المجهدة التي قام بها).
تعالى الله عز وجل عن مثل ذلك علوًا كبيرا
ونجد أيضًا أن اليهودية قد نسبت إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى: أنه كصفة النار المتلهبة، حيث ينصّ كتابها على الآتي:
«وكان منظر مجد الربّ كنار آكلة على رأس الجبل أمام عيون بني إسرائيل» (سفر الخروج 24 : 17).
ولا شك أن النار رمزٌ للدّمار والخراب عكس النور والضياء.
فتعالى الله عز وجل عما قد نسبته إليه اليهودية علوًا كبيرا
وغير ما أشرنا إليه الكثير والكثير من الصفات الذميمة المعيبة التي قد نسبتها اليهودية إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى، كالنوم، والاستيقاظ من النوم، ... إلى غير ذلك، مما يستحيل لعاقل ذي فطرة نقيّة ونفس زكيّة أن يتقبل أياًّ منها في حق إلهه وخالقه ورازقه .. سبحانه وتعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق