الأحد، 25 ديسمبر 2011

يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء



الكلمة السواء التي يدعوا إليها الإسلام، وفقًا لقول الله تعالى
:
﴿ قُلْ يَا أَهْل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ [آل عمران: 64]
إن الدين الإسلامي الحنيف يدعوا أهل الكتاب من اليهود والنصارى، أن يتفقوا مع المسلمين على الكلمة التي قد اتفق عليها الأنبياء والمرسلين، والتي لم يخالفها إلا المعاندون والضالّون، وهي (الكلمة التي يدعوا الإسلام إلى الاتفاق عليها) ليست
مختصة بأحد دون آخر، ولكنها مشتركة بين الجميع من المسلمين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى، وهذا من العدل في المقال والإنصاف في الجدال([1])، وهذه الكلمة متمثلة في:
1-    إفراد الله تعالى وحده بالعبادة، ومن ثم تخصيصه سبحانه وتعالى بالحبّ له، والخوف والرجاء منه.
2-  ألا نشرك بالله تعالى شيئًا، فلا نعبد ولا ندعوا سواه، ولا نلجأ إلا إليه، فلا يُصرَف الدعاء أو العبادة لغيره جل وعلا، وإن كان نبيًّا أو وليًّا أو صنمًا أو وثنًا أو حيوانًا أو جمادًا، إلى ما شابه ذلك.
3-  ألا تكون الطاعة إلا لله تعالى ولأنبياءه ورسله، لأنهم (الأنبياء والرسل) هم المُبلّغين عن الله سبحانه وتعالى لخلقه من الإنس والجنّ، فالرسل إنما هم من البشر، وأما الجنّ فيكون منهم منذرين إلى قومهم تبعًا لما جاءت به الرسل.
4-  ألا نطيع المخلوقين في معصية الإله تعالى الخالق، لأن ذلك يجعل مثل هؤلاء المطاعون في معصية الله تعالى، في منزلة الربوبية التي لا يتصف ولا يختص بها سوى الله تبارك وتعالى.
وإذا ما اتفق أهل الكتاب من اليهود والنصارى على هذه الكلمة الزكيّة التقيّة العَدْل، والتي هل محل اتفاق بين الجميع، وتجرّدوا من الأهواء والأحقاد، والعصبيات والحميّات لتلك المكتسبات الدخيلة على الفطرة من عقائد المجتمعات التي قد نشأوا فيها، وإذا ما صدقت نياتهم، وأخلصوا وجههم لله تعالى، متبعين لأنبياءه ورسله، لقادهم ذلك إلى الاتفاق مع المسلمين على:
الإيمان بما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين من توحيد كامل وشامل لله سبحانه وتعالى، وعقيدة صافية، وتشريع قويم، وعبادات هادية، ومعاملات كريمة، وأخلاق رفيعة، ومن ثم الإيمان به  كخاتم لأنبياء الله تعالى ورسله، والإيمان بالكتاب الذي أُنزل عليه ، وهو القرآن الكريم، مهيمنًا على جميع الكتب السابقة، والذي قد حفظه الله تعالى من أيدي العابثين، والذي قد أوضحنا جانبًا من مصداقيته التامّة بإيجاز في إحدى النقاط السابقة.
فالإسلام هو دين الله عز وجل الذي لا يقبل سواه، وفقًا لقوله تعالى:
﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
[سورة آل عمران: 85].
والإسلام بإيجاز يعني: الاستسلام التام لله جل وعلا، ومن ثم الإيمان بجميع أنبياءه ورسله، فيكون الإيمان بنبي الله موسى عليه السلام، والإيمان بنبي الله المسيح عليه السلام، والإيمان بخاتم أنبياء الله ورسله محمد .



([1]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ/ عبد الرحمن السعدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق