الأحد، 25 ديسمبر 2011

الاختيار بين الإسلام والنصرانية (المسيحية) واليهودية



لقد امتنّ الله تبارك وتعالى علينا بنعمة العقل، وبه فضل الإنسان على غيره من كثير من المخلوقات، في اختبارٍ من الله عز وجل في كيفية استخدامنا لهذه النعمة العظيمة، فهل نحسن استخدامها وتوظيفها فيما يرتضيه سبحانه وتعالى، ومن ثم الفوز بثوابه ونعيمه، أم نُسئ استخدامها ، ومن ثم توظيفها فيما يُسخطه جل وعلا ويُوجب عقابه وعذابه؟

تمامًا كغيرها (كغير نعمة العقل) التي أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بها، من صحة في أجسادنا، ومال رزقنا الله تعالى إياه، وأَمْن من كثير من المهلكات في تلك الدنيا التي نحياها، وأوقات فراغ بين الحين والحين، ... إلى غير ذلك من النعم، هل نُحسن استخدامها وتوظيفها في طاعته تبارك وتعالى، أم نُسيء استخدامها ومن ثم توظيفها في معصيته جلّ وعلا؟
لذلك، فإننا مسئولون عن هذه النعمة العظيمة (نعمة العقل، التي منحنا الله تبارك وتعالى إياها، هل أحسنّا استخدامها وتوظيفها في التعرف على الحق واتباعه، تجرّدا من الأهواء والعصبيات والحميّات، أم لا؟
وقبل أن نشير إلى كيفية استخدام العقل وتوظيفه فيما يتعلق بموضوعنا، وهو الاختيار بين الإسلام والنصرانية (المسيحية) واليهودية، نوضح:
أن الإسلام هو دين الله عز وجل الذي أرسل به جميع أنبياءه ورسله، وإن اختلفت الشرائع كالنصرانية واليهودية وغيرهما، فالإسلام يعني الاستسلام والخضوع التام للقلب والجوارح لله سبحانه وتعالى، والذي يتمثل في: الاتباع لأوامره، والاجتناب لنواهيه، والاحتكام إلى شرعه، والرضا به .... وهكذا، وكل ذلك مع الحب التامّ لله تبارك وتعالى، ولم لا!! وهو الإله الخالق من العدم، الواهب لجميع النعم، الأحد الذي ليس له شريك في ألوهيته، ولذلك فهو المستحق وحده بالعبادة، والاستسلام والخضوع التام له جل وعلا.
ومن رحمة الله تعالى بنا أن بعث إلينا الأنبياء والرسل، مؤيدين منه تبارك وتعالى بما يشهد بصدق دعوتهم ورسالتهم من أجل إيضاح وتبيان الحقّ لنا، والذي هو بمثابة موضع هجوم من أهل الباطل عليه على الدوام.
ولذلك، كان من حكمة الله تعالى أن يبعث الأنبياء عقب الأنبياء مؤيدين منه تبارك وتعالى بالمعجزات والخوارج، لدعوة الناس وهدايتهم إليه تبارك وتعالى، وتحذيرهم من الإنحراف عن صراط الله المستقيم إلى سُبل أهل الزيغ والضلال، تبعًا لسوء استخدام وتوظيف العقول، وانقيادًا واتباعًا خلف الأهواء والشهوات.
ومن ثم فإنه يلزم الناس الإيمان بأنبياء الله تعالى ورسله إذا ما تبيّن صدق دعوتهم، الموافقة للفطر النقيّة والنفوس الزكيّة والعقول السويّة، مؤيِّدة بالمعجزة التي قد اختارها الله تعالى لكل منهم، وفقًا لحكمته ومشيئته.
ولا يجوز لأحد أن يُكذّب برسالة أي نبي من الأنبياء، حتى وإن كان قد آمن بسائر الأنبياء الذين من قبله أو بعده.
فالأنبياء دينهم واحد، وما أتوا إلا بدين واحد، وهو الإسلام، وإن اختلفت الشرائع التي قد بُعثوا بها إلى أقوامهم، وفقًا لمشيئته الله تعالى وإرادته وحكمته.
ولكن إذا ما أُرسل نبيين من الله تعالى، نبي إثر (عقب) نبي، على فترة من الزمن وليكن نموذج ذلك نبي الله موسى ونبي الله المسيح عليهما السلام، بأن أرسل الله تعالى نبيه موسى منزّلًا عليه التوراة، ثم بعد فترة كبيرة من الزمن أرسل نبيّه المسيح عيسى منزِّلًا عليه الإنجيل، وكان الناس خلال هذه الفترة الكبيرة بين رسالة موسى وبين رسالة المسيح، يتبعون شريعة نبي الله موسى
عليه السلام، حيث لم تأت رسالة المسيح بعد، ثم جاءت رسالة المسيح عليه السلام وفقًا لمراد الله تعالى وعلمه وحكمته، فإنه يلزم الجميع الإتباع للشريعة التي قد جاء بها المسيح، ولا يجوز لأحد رفض الإتباع للشريعة التي قد جاء بها المسيح بزعم اتباعه للشريعة التي جاء بها موسى.
وإذا ما كان حكم ما بالشريعة التي جاء بها المسيح مُغاير لحكم سابق في الشريعة التي جاء بها موسى، فإنه يكون ناسخًا لذلك الحكم السابق، ومن ثم فإنه يلزم الجميع الاتباع لهذه الشريعة التي جاء بها نبي الله المسيح، والناسخة لما قبلها، إلى أن تأتي شريعة أخرى بعدها.
وننوه إلى: أنه من المعلوم أن المسيح لم يرسل إلا لقوم بني إسرائيل، وذلك ثابت أيضًا في الكتاب المقدس للنصرانية، حيث تنسب (النصرانية) إلى المسيح قوله:
«لم أُرسل إلا لخراف بيت إسرائيل الضالّة» (إنجيل متى 15 : 22 – 26).
وتبعًا لما قد أوضحنا، فإنه بعد فترة أيضًا من الزمان قد جاءت رسالة النبي محمد  من الله تعالى، متضمنة لشريعة ناسخة لما قبلها، مُنزِّلًا سبحانه وتعالى عليه القرآن الكريم، وفقًا لمشيئته جلّ وعلا وعلمه وحكمته، بعد التحريف والتبديل والتغيير الذي قد نال كلا من التوراة التي جاء بها موسى، والإنجيل الذي جاء به المسيح عليهما السلام.
لذلك، فإنه يلزم كلا من اليهود والنصارى الاتباع للشريعة التي قد جاء بها النبي محمد  من الله تعالى.
فلا يجوز ليهودي رفض الشريعة التي قد جاء بها المسيح عليه السلام بزعم الاتباع للشريعة التي قد جاء بها موسى عليه السلام.
وكذلك فلا يجوز لنصراني رفض الشريعة التي قد جاء بها النبي محمد  بزعم الاتباع للشريعة التي جاء بها المسيح عليه السلام.
ومن ثم فإنه لا يجوز ليهودي رفض الشريعة التي قد جاء بها النبي محمد  بزعم الاتباع للشريعة التي جاء بها موسى عليه السلام أو حتى الاتباع للشريعة التي جاء بها المسيح عليه السلام.
وبما أن رسالة النبي محمد  عامة، للناس كافّة في كل مكان وإلى قيام الساعة، فإنه يلزم الجميع الإتباع للشريعة التي قد جاء بها  من الله عز وجل، والتصديق بدعوته، والإيمان بالكتاب الذي أُنزل عليه (القرآن الكريم) محفوظ من الله تعالى كمعجزة باقية إلى قيام الساعة، مهيمنًا على جميع الكتب السابقة.
وننوه إلى: أن التكذيب بنبي أو رسول واحد من أنبياء الله تعالى ورسله، بعدما يتبيّن صدق دعوته المُوافِقة للفطر النقية والنفوس الزكيّة والعقول السويّة، والمُؤيدة بالمعجزة الربّانية، يكون خروجًا بالكليّة عن الإسلام، الذي أوضحنا أنه دين الله عز وجل، والذي جاءت به جميع الأنبياء والمرسلين، وإن اختلفت الشرائع التي بعثوا بها.
ومن ثم فإن ذلك التكذيب يكون مُوجِبًا لعقاب الله عز وجل والخلود في عذابه.
ولتوضيح ذلك، نفترض مثالًا:
أنه إذا آمن شخص ما بالنبي محمد  ثم قال لا أؤمن بنبوة المسيح (مثلًا)، فإن ذلك الشخص بذلك يخرج كليّة عن دائرة الإسلام، ولا ينفعه الإيمان بالنبي محمد ، لأنه يلزمه الإيمان بجميع أنبياء الله ورسله، وألا يُكذِّب أحدًا منهم.
وما دام أن ذلك الشخص (الذي افترضناه مثلًا) قد آمن بالنبي محمد ، وبالكتاب الذي أُنزل عليه (القرآن الكريم) فإنه يلزمه الإيمان بنبوة المسيح عليه السلام، لأن القرآن الكريم قد أثبت هذه النبوة للمسيح، وكذلك لموسى عليهما السلام.
وموجز ذلك: أن ذلك الشخص (الذي افترضناه مثلا) يلزمه الإيمان بنبوة ورسالة كل من أقرّ لهم القرآن الكريم النبوة والرسالة، لأن تكذيب نبوة أو رسالة أحدهم يُعدّ تكذيبًا للقرآن الذي قد أثبت النبوة والرسالة لهم.
وبالمثل، فإنه إذا آمن يهودي بموسى عليه السلام، ثم قال لا أؤمن بنبوة المسيح أو نبوة محمد، فإن إيمانه بنبوة موسى لا ينفعه بشيء، ومن ثم يصير بذلك مستحقًا لعقاب الله عز وجل، والخلود في عذابه.
وأيضًا، إذا آمن شخص نصراني بالمسيح عليه السلام، ثم قال ولكني لا أؤمن بنبوة محمد أو بنبوة فلان (غيره  من الأنبياء)، فإن إيمانه بنبوة المسيح لا ينفعه بشيء، ومن ثم يصير بذلك مستحقًا لعقاب الله عز وجل، والخلود في عذابه، فالإيمان لا يتجزأ.
ولتمام الفائدة: فإنه يُقاس على ذلك الذي أشرنا إليه، الإيمان بالملائكة، فلا يجوز التكذيب ولو بملك واحد من الملائكة، ما دام قد أثبتت له الكتب السماوية المنزّلة على الأنبياء والرسل هذه الصفة.
ويقاس على ذلك أيضاً: أنه يلزم الجميع بالله تعالى ووحدانيته، والإيمان بملائكته، والإيمان بأنبياءه ورسله، والإيمان بالكتب السماوية المُنزّلة على الأنبياء والرسل، والإيمان باليوم الآخر (يوم الحساب)، والإيمان بالقدر (أن كل ما يحدث إنما هو بقدر الله تعالى وإرادته وفقاً لحكمته مَعلُوم لله تعالى قبل حدوثه)، فلا يجوز التكذيب بأيٍ ممّا ذكرنا، وإلا خرج ذلك الإنسان المُكذّب (ولو بواحدة مما ذكرنا) عن دائرة الإيمان ومن ثم الإسلام الذي يوجب عليه الإيمان بما قد ذكرنا، ومن ثم صار ذلك التكذيب موجبًا لعقاب الله عز وجل، والخلود في عذابه.
ومما ذكرنا، يتضح: أن الإسلام الذي جاء به النبي محمد هو دين الله عز وجل، الذي جاءت به أيضًا جميع الأنبياء والمرسلين، ومن ثم فإنه لا يُقبل سواه.
ويتضح أن رسالة النبي محمد  هي أعمّ وأشمل من رسالة المسيح ورسالة موسى عليهما السلام، إذ أن رسالة نبي الله موسى ونبي الله المسيح عليهما السلام، لم تكونا إلا لبني إسرائيل، في حين أن رسالة النبي محمد  إنما هي للبشرية كافة في كل مكان وإلى قيام الساعة، ومعجزة القرآن الكريم الباقية الخالدة برهان ذلك.
ويتضح أن الشريعة التي جاء بها النبي محمد  ناسخة لما قبلها، بحيث يلزم الجميع الاتباع لها.
ولتمام الفائدة، نوجز بعض من أسباب الاختيار للإسلام دينًا، ومن ثم اختيار رسالة النبي محمد  على كل من النصرانية واليهودية، على النحو الآتي:
1- أن الإسلام هو دين الله عز وجل الذي جاء يدعوا إليه جميع الأنبياء والمرسلين.
2- أن بالإسلام يكون الإيمان بجميع أنبياء الله ورسله، ومن بينهم نبي الله موسى، ونبي الله المسيح عليهما السلام، ويكون الإيمان بآخرهم وخاتمهم نبي الله محمد .
3- أن بالإسلام يكون الإيمان بجميع الكتب السماوية المُنزّلة على أنبياء الله ورسله، ومن بينها التوراة التي أُنزلت على نبي الله موسى عليه السلام، وذلك قبل تحريفها وضياعها، ويكون الإيمان بالإنجيل الذي أُنزل على نبي الله المسيح عليه السلام، وذلك قبل تحريفه وضياعه، وكذلك يكون الإيمان بالقرآن الكريم، الذي هو آخر الكتب السماوية والمهيمن عليها جميعًا، والذي قد أُنزل على النبي محمد.
4- أن بالإسلام يكون الإيمان بجميع الشرائع السابقة التي قد جاء بها النبيون والمرسلون، ومن بينها الشريعة التي جاء بها نبي الله موسى وأيضًا التي جاء بها نبي الله المسيح عيسى عليهما السلام، وكذلك يكون الإيمان بالشريعة الخاتمة، ومن ثم الناسخة لما قبلها، والتي قد جاء بها النبي محمد .
5- أن بالإسلام يكون الإيمان برسالة النبي محمد ، وذلك يعني الإيمان برسالة نبي الله موسى وكذلك رسالة نبي الله المسيح عليهما السلام، وغيرهما من الأنبياء، ولكن الاختيار للنصرانية على رسالة الإسلام، يعني التكذيب برسالة النبي محمد ، والاختيار لليهودية على رسالة الإسلام يعني التكذيب برسالة النبي محمد  وكذلك برسالة المسيح عليه السلام، ولا شك أن التكذيب ولو برسالة نبي واحد فقط يُعدّ كفرًا، لأنه يلزم الإيمان والتصديق بجميع الأنبياء ورسالاتهم.
6- أنه قد تضافرت الشواهد والدلائل الدامغة، والبراهين القاطعة على نبوة النبي محمد  والتصديق برسالته أكثر من أي نبي آخر، وللاستفاضة في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى كتاب: محمد رسول الله حقا وصدقا.
ونشير إلى هذه النقطة بموجز على النحو الآتي:
أ- فالنبي محمد  قد جاء بالمعتقد السليم الصافي، الذي لا شائبة فيه ولا عكرات، والذي يتوافق مع الفطر النقية والنفوس الزكية والعقول السوية، من الوحدانية الكاملة المطلقة لله تعالى، والإيمان بكمال عظمته وطلاقة قدرته جل وعلا، والإيمان بملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ..... إلى غير ذلك.
ب- ولقد جاء  داعيًا إلى الإيمان بنبوة المسيح عليه السلام والتصديق برسالته على الرغم من تكذيب اليهود له (للمسيح) وسبِّه، وسب والدته السيدة مريم.
ج- ولقد جاء بتبرءة المسيح عليه السلام من تهمة ادّعاءه للألوهية، تلك المنزلة التي رفعها إليه الُغلاة من أصحاب العقول المريضة الفاسدة، حيث لا يمكن أن يوصف بالألوهية سوى الإله الخالق، وهو الله سبحانه وتعالى.
د- ولقد جاء  بتبرءة السيدة مريم مما قد نسبته اليهودية إليها، من ارتكابٍ للفاحشة والرذيلة، ليس هذا فحسب، بل جاء  بتكريمها، والشهادة بتقواها وعفافها.
هـ- ولقد جاء  بإقرار وإثبات الميلاد المعجز للمسيح عليه السلام من غير أب، وإقرار وإثبات معجزة كلامه (المسيح) في المهد، تبرءة لأمه (السيدة مريم)، وتمهيدًا لنبوته ورسالته.
و- ولقد جاء  بالدعوة إلى العبادات الهادية، والتشاريع القويمة، والمعاملات الكريمة، والأخلاق الرفيعة والتعاليم السامية .... إلى غير ذلك.
ي- ولقد جاء  بالكثير والكثير من المعجزات والخوارق التي تشهد بمصداقية دعوته، وصدق دعوته ورسالته، وفي مقدمتها معجزة القرآن الكريم، وهي المعجزة الباقية إلى قيام الساعة، شاهدة بعالمية رسالته ، وختامها لجميع الرسالات السابقة.
7- مصداقية القرآن الكريم التي قد بيّناها بجلاء، وفقدان غيره (من التوراة التي بين أيدي اليهود اليوم، والكتاب المقدس للنصرانية) لهذه المصداقية، بعد التغيير والتبديل، والإضافات والتحريفات، التي نالت منهما، وقد أشرنا إلى بعض من البراهين القاطعة على ذلك.
8- الشريعة القويمة السمحاء التي قد جاء بها النبي محمد ، والتي تُقرّها الفطر النقية، وتقبلها العقول الرشيدة، ومن ثم فلا يمكن لأي من شريعة اليهودية أو النصرانية اليوم بعدما طرأ عليها من التغيير والتحريف أن تُقارنا بها (شريعة الإسلام، القويمة السمحاء).
ولقد أوضحنا في بعض من النقاط نماذجًا لمثل تلك التشريعات في اليهودية والنصرانية، والتي لا يمكن لعاقل سليم الفطرة أن يتقبلها على أنها وحي من الله عز وجل.
وغير ما اشرنا إليه الكثير من أسباب اختيار الإسلام على كل من اليهوديةوالنصرانية، وغيرهما، ولكن نختم بهذا السبب (من كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)، هو:
9- أنه لا يكن البتة أن تؤمن اليهودية بنبوة موسى عليه السلام إن لم تؤمن بنبوة محمد ، ولا يمكن البتة أن تؤمن النصرانية بالمسيح عليه السلام إلا بعد إقرارها بنبوة محمد r([1]).
حيث يُقال لكل من اليهودوالنصارى: أنتم لم تشاهدوا هذين الرسولين موسى والمسيح عليهما السلام، ولا شاهدتم آياتهما ومعجزاتهما وبراهين نبوتهما، ثم نقوم بتخصيص سؤال لكلتا الأمتين (اليهود والنصارى)، وهو:
بأي شيء عرفتم نبوة موسى عليه السلام وصدقه، وأنتم لم تشاهدوا معجزاته وبراهين نبوته؟
الجواب الأول: أن يقولوا آباؤنا أخبرونا بذلك.
فنقول لهم: ومن أين علمتم صدقهم فيما أخبروكم به؟
فيلجأوا للجواب الثاني، وهو: أن يقولوا التواتر وشهادات الناقلين بمعجزاته وآياته، والبراهين التي جاء بها حقّق ذلك عندنا.
وبالمثل يكون التساؤل موجهًا لأمة النصارى، وهو:
بأي شيء عرفتم المسيح عليه السلام وصدقه، وآمنتم به وأنتم لم تشاهدوا معجزاته وآياته؟
فيكون الردّ أيضًا: أحد الجوابين السابقين.
الجواب الأول: أن يقولوا آباؤنا أخبرونا بذلك.
فنقول لهم: ومن أين علمتم صدقهم فيما أخبروكم به؟
فيلجأوا إلى الجواب الثاني، وهو: أن يقولوا التواتر وشهادات الناقلين بمعجزاته وآياته، والبراهين التي جاء بها حقّق ذلك عندنا.
فنقول لهم:
إذًا يلزمكم الإيمان بأن محمدًا  الذي جاء داعيًا إلى الإسلام، هو رسول الله حقًّا وصدقًا، لأن من المعلوم أن الناقلين لمعجزات محمد ، وآياته وبراهين نبوته أضعاف أضعافكم بكثير([2])، ولأن الله عز وجل جمع له  بين نوعيّ المعجزات، المعنوية والحسيّة، فما أعطى الله نبيًّا شيئًا إلا وأعطى خاتم أنبياءه وسله محمدًا  ما هو أكثر منه، لا سيما وأن الرسالة التي قد جاء بها النبي محمد  هي الرسالة العالمية الخاتمة.
ولما أشرنا، فإنه لا يسع المرء سوى اختيار الإسلام وقبوله دينًا، ومن ثم الإيمان بمحمد ، نبي الإسلام، ورسالته العالمية الخاتمة، والإيمان بالكتاب الذي أنزله الله تبارك وتعالى عليه، ألا وهو القرآن الكريم، المحفوظ من الإله الخالق العظيم، ربّ العالمين.



([1]) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، للعلامة/ ابن قيم الجوزية.
([2]) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، للعلامة/ بن القيم الجوزية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق