الأحد، 25 ديسمبر 2011

عقيدة الإسلام في الإله الربّ سبحانه وتعالى



لقد أرسل الله تبارك وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم
 خاتمًا به الأنبياء والرسل، في بيئة قد عُرِفت بعبادة الأوثان والأصنام؛ ومن حول تلك البيئة كانت اليهودية والنصرانية بما قد نسبتا من صفات ذم ونقص وعيب، غير لائقة بالإله الربّ سبحانه وتعالى.
ونوجز هذه النقطة: بأن عقيدة المسلمين في الإله الربّ سبحانه وتعالى تتمثل فيما جاء به النبي محمد  من التوحيد الكامل لله سبحانه وتعالى.

وهذا التوحيد الكامل لله سبحانه وتعالى ينقسم إلى 3 أقسام:
أ- توحيد الربوبية: وهو الإيمان والتصديق بأن الله تبارك وتعالى هو الخالق الرازق المالك، المُدبّر لجميع الأمور... إلى غير ذلك من صفات أخبرنا بها النبي محمد ، والاعتقاد بأنه لا ربّ سوى الله تبارك وتعالى.
ب- توحيد الألوهية: وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وحده، بأن لا يتخذ الإنسان مع الله تعالى ندًّا أو شريكًا يعبده، أو يتقرّب إليه بأي شكل من الأشكال.
فالله سبحانه وتعالى هو المستحق بالعبادة وحده دون غيره.
ج- توحيد الأسماء والصفات: وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بما سَمَّى به نفسه، وبما وصف به ذاته في كتابه (القرآن الكريم) أو على لسان رسوله، من أسماء وصفات ذات جمال وكمال، من غير تحريفها أو تعطيلها، ومن غير تكييف أو تمثيل.
ونشير إلى توضيح مُبسط لإحدى السور القرآنية الكريمة، التي جاء بها النبي محمد r والتي تبيّن في إيجازٍ عجيب مُبهر، وتناسق ودِقّة للألفاظ، جانبًا من وحدانية اله تبارك وتعالى، إذ يقول الله تعالى:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ  * اللَّهُ الصَّمَدُ  * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ  * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾
[سورة الإخلاص].
الله أحد، تعني: أن الله سبحانه وتعالى واحد، لا يمكن تجزئته مثلما تدّعي النصرانية أو غيرها.
الله الصمد، تعني: أن الله سبحانه وتعالى ليس بأجوف، وأنه هو سبحانه وتعالى السيد المقصود وحده في الحوائج على الدوام.
فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في حياتهم([1]).
لم يلد ولم يولد، تعني: أن الله سبحانه وتعالى هو الأول بلا ابتداء، فليس قبله شيء، وهو سبحانه وتعالى الآخر بلا انتهاء، فليس بعده شيء، فلا ينتهي أو يفنيه شيء.
ومن ثم فإن الله سبحانه وتعالى لم يُولد من شيء، وكما أنه سبحانه وتعالى لم يولد من شيء، فإنه جلّ وعلا لم يَلدِ شيئًا، وليس بحاجة إلى أي شيء، وذلك لكمال غناه سبحانه وتعالى.
ولم يكن له كفوًا أحد، تعني: أن الله سبحانه وتعالى ليس له مُكافئًا أو مماثلًا في أسمائه أو صفاته أو أفعاله، فهو جلّ وعلا ليس كمثله شيء.
وما ذكرنا من توضيح هذه النقطة إنما هو إشارة فقط إلى جانب من عقيدة المسلمين في الإله الربّ سبحانه وتعالى.
وللاستفاضة في هذه النقطة يمكن الرجوع إلى الكتب الإسلامية الموثّقة، المُخصصة لهذا الموضوع.
ونختم هذه النقطة بتوضيح، وهو:
أن ما تعتقده النصرانية واليهودية في الإله الربّ سبحانه وتعالى، وما تنسبه إليه كل منهما من صفاته ذم ونقص وعيب، غير لائقة به سبحانه وتعالى، يُنافي تمامًا مع ما يعتقده المسلمون في الإله الرب سبحانه وتعالى من توحيدٍ وتنزيه كامل له جلّ وعلا.



([1]) تيسير الكريم الرحمن، للشيخ/ عبد الرحمن السعدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق