الأحد، 25 ديسمبر 2011

نماذج ما يتضمنه الكتاب المقدس للنصرانية، من تناقضات واختلافات، وتغيرات وتبديلات



لقد أشرنا في النقطة السابقة إلى بعض مما يتضمنه ويحتويه الكتاب المقدس للنصرانية من فواحش ومنكرات وقصص رذيلة باطلة، قد أُلصقت بأنبياء الله زورًا وبهتانا ... إلى غير ذلك، وأشرنا إلى دلالة ذلك وهو: بطلان الكتاب المقدس للنصرانية، وأنه ليس بكلام الله تعالى.

وبمشيئة الله تعالى في هذه النقطة سوف نؤكد ما قد استنتج من النقطة السابقة من بطلان الكتاب المقدس للنصرانية، عن طريق ذكر بعض من التناقضات والاختلافات والتغييرات به، حيث إنه من المحال أن يكون كلام الله تعالى على ذلك النحو، مما قد أُلِّف وأُدرج داخل الكتاب المقدس للنصرانية.
ومن تلك التناقضات التي يتضمنها ويحتويها الكتاب المقدس للنصرانية:
1- التناقضات في العقيدة التي تزعمها.
إنه من المتفق عليه في العالم المسيحي (النصراني) الغربي والكنيسة الأرثوذوكسية الشرقية، الإيمان بما يسمى الثالوث المقدس، حيث يعني أن الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ومن البديهي لأي عقل طبيعي أن يُفسّر ذلك الثالوث المزعوم بأنه عبارة عن ثلاثة آلهة، وهم الآب والابن والروح القدس (وفقًا لما تزعمه النصرانية، وتفتريه على الله تعالى).
ولكننا نجد أنهم (العالم المسيحي) يناقضون أنفسهم، حيث يجعلون من الثلاثة واحدًا، ومن الواحد ثلاثة، ويقولون: بأن الثالوث المقدس لديهم هو ثلاثة آلهة، ولكنهم عبارة عن إله واحد، وذلك منافي لأدنى درجات المعقول، ومن ثم فإن ذلك مناقض للعقل السوي الذي قد فطره الله تعالى على توحيده، وتنزيهه عن كل ما لا يليق به، والتمييز بين الحق والباطل.
وذلك الذي ينادي به العالم المسيحي (حيث دعوتهم إلى الإيمان بذلك الثالوث المزعوم) يقودهم إلى خاتمة ساخرة مضحكة، حيث إنه:
حسب معتقدات المسيحية، فإن المسيح كان يحتضر (تخرج روحه) على الصليب (الذي صلب عليه، كما تعتقد المسيحية).
وبما أنها (المسيحية) تعتقد ألوهية المسيح، وأنه غير منفصل عن الآب والروح القدس، وفقًا لإيمانها بالثالوث المزعوم، فلابد أيضًا حينذاك: أن يكون كلا من الآب والروح القدس (الذي تعتقد المسيحية ألوهيتهما مع المسيح، وأنهم ثلاثة، ولكنهم غير منفصلين، افتراءً على الله) كانا يحتضران مع المسيح، وعندما مات المسيح فلابد أيضًا حينذاك أن يكونا قد ماتا معه (مجارة لافتراءات المسيحية، وتوبيخًا لها).
لذلك: فإنه لا عجب بعد ذلك عند سماع من يقول في الغرب (بأن الله قد مات)([1]). تعالى الله عز وجل عن كل تلك الافتراءات والتناقضات علوًا كبيرا.
فلا شك: أن ذلك كله (ما تزعمه المسيحية) نتاج ما قد انغمست فيه من الأباطيل والأوهام.
2- التناقضات في الأناجيل نفسها:
إن من عظيم التناقضات التي نجدها في أناجيل النصرانية (المسيحية): أن أقدم إنجيل لديها هو إنجيل باللغة اليونانية، وهو الذي قد ترجم عنه سائر الأناجيل المختلفة، في حين أننا نجد أن اللغة اليونانية هي لغة لم يتكلم بها المسيح عليه السلام.
والتساؤل المهم:
لِمَن يُنسب ذلك الإنجيل (باليونانية) الذي هو بمثابة المرجع والمصدر الرئيسي للنصرانية؟
هل يُنسب إلى المسيح؟!!
بالطبع: لا، فلم تُكتب كلمة واحدة طوال حياة المسيح، غير أن تلك اللغة التي قد كُتب بها ذلك الإنجيل، لغة لم يتحدث بها المسيح عليه السلام.
وإذا كان المسيح (وهو من أنزل عليه الوحي، وليس غيره من مؤلفي الأناجيل المختلفة) لم يكتب ذلك الإنجيل، ولم يأمر أحد بكتابته، فإن هذا يعني: أن ذلك الإنجيل باليونانية (المرجع والمصدر الرئيسي، الذي قد تُرجم عند سائر الأناجيل المختلفة) مجهول الهوية، فاقد للمصداقية.
ومن ثم، فإن باقي الأناجيل، والتي تُرجمت عنه، مجهولة الهوية، فاقدة للمصداقية.
لذلك: فإن ما بين يدي النصرانية (المسيحية) اليوم، من أناجيل مختلفة وغيرها، ليست بكلام الله سبحانه وتعالى، وإنما هي مؤلفات للعديد من المؤلفين البشريين المجهولين.
ومن التناقض أيضًا:
أننا نجد أن النصرانية (المسيحية) تفخر بأن لديها 2400 مخطوط (مصدر يرجعون إليه)، في حين أننا نجد أنه: لا توجد اثنتين من بين تلك المخطوطات متطابقتان، لتُعضد إحدهما الأخرى.
بل إننا نجد أن أقدم المخطوطات لدى النصرانية، ترجع إلى 300 أو 400 سنة بعد المسيح، حيث يقول علماؤها: أن المخطوطات الأصلية قد هلكت.
لذلك، فإننا نجد التناقض والاختلاف والتغيير، وقد صار سِمَة (صفة) من سمات الكتاب المقدس للنصرانية.
وأيضًا: فإننا نجد أن كتاب النصرانية ينص صراحة على وجوب الختان (كما في سفر التكوين 17: 4)، ونجد فيه أيضًا، أن المسيح (الذي تزعم ألوهيته) كان قد خُتن في اليوم الثامن، إلا أننا نجد: أن بولس (والذي تزعم النصرانية قداسته) قد خالف شريعة المسيح، وأباح عدم الختان، تملّقًا وتودّدًا للرومان الذين لم يكونوا يريدون الدخول في المسيحية، هروبًا من الختان.
ومع ذلك فإن النصرانية ما زالت تزعم قداسة بولس (المبدّل لشريعة المسيح)، على الرغم من ضربه بشريعة المسيح عرض الحائط.
3- التناقض في اليوم الذي يُحتفل به، بزعم ولادة المسيح فيه:
إننا نجد أن النصرانية (المسيحية) تحتفل بميلاد المسيح في 25 من ديسمبر، بزعم أن المسيح قد وُلِد في ذلك اليوم، في حين أننا نجد أن كتابها يذكر ما يُناقض ذلك، حيث إنه:
في (إنجيل لوقا، العدد: 2 ، الإصحاح: 8) يذكر: أنه عندما وُلِد المسيح، جاءت الملائكة (أي في تلك الليلة التي وُلد فيها المسيح)، فوجدت الرُّعاة يسيرون في البريّة، وأن الرّعاة أخبروا أن الوليد وضعته امرأة في بيت لحم.
ونوضح ذلك التناقض الذي نحن بصدده، بما يلي:
-  عند احتفال المسيحية بميلاد المسيح في 25 من ديسمبر، فإن ذلك التاريخ يوافق فصل الشتاء في فلسطين، وهو من المعلوم فصل يتّسِم بالطقس البارد.
-  ولكن إنجيل لوقا يذكر أنه عند ولادة المسيح، كان الرعاة يسيرون في البريّة، أي أنهم كانوا يرعون أغنامهم أو ماشيتهم، ويستحيل ذلك في الطقس البارد الذي يتِّسِم به فصل الشتاء، حتى لا تهلك الأغنام أو الماشية.
ومن الواضح أيضًا: أنه لم يكن أحد الرعاة بمفرده هو من يرعى أغنامه أو ماشيته، وإنما كان جمع من الرعاة يرعون بأغنامهم وماشيتهم.
حيث إذا ما كان شخص ما بمفرده، هو من يرعى الأغنام في 25 من ديسمبر (أي في فصل الشتاء الذي يتِّسم ببرودة الطقس) فلربما قيل عنه أنه عديم الوعي والإدراك، ولكن إذا كان من رعى في البرية جمع من الرعاة (أي غير القليلين)، فإنه لا يمكن وصفهم جميعًا مهما كانت حماقتهم بعدم الوعي، لا سيما أنهم هم ذووا الخبرة في ذلك المجال (الرعي)، لأنه عملهم.
والتساؤل هنا: كيف يرعى الرعاة بأغنامهم أو ماشيتهم في فصل الشتاء، الذي يتّسِم ببرودة الطقس، على الرغم من أنهم هم ذووا الخبرة في هذا المجال؟!
ألا يخافون على أغنامهم أو ماشيتهم من الهلاك في طقس الشتاء البارد؟!
ما حلّ هذا اللغز المُحيّر؟؟
لاشك، أن حلّ هذا اللغز الوحيد، هو: أن الرعاة عندما كانوا يسيرون في البرية ويرعون أغنامهم أو ماشيتهم لم يكن ذلك في 25 من ديسمبر، الموافق لفصل الشتاء الذي يتّسم بطقسه البارد، وإنا كان سيرهم (الرعاة) في البرية للرعي كان في غير فصل الشتاء.
أي أن الرعي كان في غير ذلك الطقس البارد، وإنما كان في طقس ومناخ يتلاءم ويتناسب مع رعي الأغنام أو الماشية، لتجنب هلاكها.
وهذا هو ما أشار إليه القرآن الكريم، (عند ولادة السيدة مريم للمسيح، في سياق موجه إليها)، في قول الله تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا [مريم: 25].
ففي هذه الآية الكريمة السابقة، يخبرنا القرآن الكريم، بالأمر الموجّه للسيدة مريم، بأن تأكل من الرطب (التمر، الذي سوف يتساقط عليها من النخلة التي كانت تجلس بجوارها، وذلك بمجرّد أن تأخذ بأقل الأسباب المؤدية لنزوله (نظرًا لضعفها إثر عملية الولادة)، دون أن تشق على نفسها.
ومن المعلوم، أن الرطب (التمر) لا يكون في فصل الشتاء، وإنما يكون في فصل الصيف.
أي أن: الحلّ الرشيد لذلك اللغز المُحيّر الذي تقع فيه المسيحية: هو أن المسيح عليه السلام لم تكن ولادته في 25 من ديسمبر، الموافق لفصل الشتاء المُتّسِم بطقسه البارد، الذي لا يصلح للرعي فيه، وإنما كانت ولادته (المسيح)، كما أشار القرآن الكريم، في فصل الصيف، وهو الفصل الذي يتّسِم بالدفء والحرارة، وسهولة السير في المراعي، ومن ثم إمكانية الرعي فيه.
وننوه إلى:
أنه يوجد نوع آخر من التناقضات التي يتِّسِم ويتصف بها الكتاب المقدس للنصرانية، وهو:
التناقض مع مكتشفات العلم الحديث.
وبمشيئة الله تعالى سوف يتم الحديث حول هذه النقطة تحت عنوان قادم، وهو: مقارنة بين الإسلام والنصرانية واليهودية، وما توصل إليه العلم الحديث.
وغير ما ذكرنا الكثير والكثير من التناقضات والاختلافات التي يتّسم بها الكتاب المقدس للنصرانية، فما أشرنا إليه ما هو إلا أحد نماذج تلك التناقضات التي تعِجّ بها النصرانية، وما قد ذكرنا برهان ذلك.
4- ومن التناقضات والاختلافات التي يتضمنها ويحتويها الكتاب المقدس للنصرانية:
1- أننا نجد سفر صموئيل الثاني (10: 18)، يقول:
«وهرب آرام من أمام إسرائيل، وقتل داود من آرام سبع مائة مركبة وأربعين ألف فارس وضرب شوبك رئيس جيشه فمات هناك».
إلا أننا نجد من يناقضه ويخالفه في سفر الأيام الأول (19: 18)، حيث يقول في تلك الفقرة:
«وهرب آرام من أمام إسرائيل وقتل داود من آرام سبعة آلاف مركبة وأربعين ألف راجل وقتل شوبك رئيس الجيش».
يتضح لنا من النصين السابقين أن المعركة واحدة، لقتل شوبك في نفس المعركة، (كما في آخر الفقرة)، ولكننا نجد أن في النص الأول: أن داود قتل سبع مائة مركبة.
بينما نجد في النص الثاني: أن داود قتل سبعة آلاف مركبة.
مع ملاحظة: أن الأرقام التي كانت تكتب بالحروف كما ذكرنا الآن، وليس الأرقام، فلم يكن الصفر (0) مستخدمًا آنذاك في الكتابة، أي أن الخطأ لم يكن بسبب زيادة أصفار أو نقصان أصفار، كالخطأ الذي يحدث في الطباعة أو سهوًا في النقل كما يدّعي البعض هروبًا من لك المأزق الحَرِج.
ونجد أيضًا، أنه في النص الأول: أن داود قتل أربعين ألف فارس.
ولكننا نجد، أنه في النص الثاني: أن داود قتل أربعين ألف راجل.
فهل ذلك العدد المقتول خاص بالفرسان كما في النص الأول، أم أنه خاص بغيرهم كما يشير النص الثاني.
والتساؤل المهم: من المسئول عن مثل تلك التناقضات والاختلافات؟؟ هل هو الله؟!
حاشا ، وكلا
وإلى أي شيء يدلنا عليه ذلك التناقض والاختلاف؟؟
لاشك، أن تلك التناقضات والاختلافات تدل على أن الكتاب المقدس للنصرانية (للمسيحية)، لا يمكن أن يكون كلام الله سبحانه وتعالى، وإنما هو ليس إلا صناعة بشرية، خاضعة كما رأينا كثير من التناقضات والاختلافات.
ومن نماذج التناقضات والاختلافات في الكتاب المقدس للنصرانية، على نحو المثال الذي قد ذكرناه آنفًا، الكثير والكثير، ولكن ما أردناه هو إعطاء خلفية مع التوضيح لذلك النوع الذي قد ذكرناه من التناقضات والاختلافات بالكتاب المقدس للنصرانية.
5- ومن التناقضات والاختلافات التي يتضمنها الكتاب المقدس للنصرانية:
أننا نجد فيما يتعلق بالصعود إلى السماء، أن أحد مؤلفي الكتاب المقدس للنصرانية، يقول: «إنه لم يصعد أحد إلى السماء إلا المسيح»، في حين أننا نجده غيره يقول بأن إيليا وحزقيا قد صعدا إلى السماء.
ومن التناقضات والاختلافات بالكتاب المقدس للنصرانية، على نحو ما ذكرناه آنفًا، الكثير والكثير، ولكن العجيب في الأمر: أننا نجد أن معتنقي النصرانية (المسيحية) قد دُرّبوا وعُلِّموا أن يفهموا بالتضاد والعكس، فإذا ما ظهر التناقض البيّن أمام أعينهم ظهورًا واضحًا، لا يأبهون ولا يعترفون به.
6- ومن التناقضات والاختلافات الواضحة، التي يتضمنها الكتاب المقدس للنصرانية:
سلسلة نسب المسيح فلقد دسَّت النصرانية أبناء الزنا في العهد القديم في سلسلة نسب المسيح في العهد الجديد، على الرغم من اعتقادها بأن المسيح هو إلهها ومُخلِّصها.
وعلى الرغم أيضًا، من أن المسيح لا نسب له أصلًا، لأنه قد وُلِد من غير أب، إلا أن النصرانية قد اخترعت له نسبًا متضمنًا ستة زناة وذريتهم، مع أن مثل هؤلاء الزناة كان من المفترض أن يُرجموا، وفقًا لحكم الله تعالى في الزناة، وكما جاء بذلك موسى عليه السلام كتشريع من الله عز وجل.
والعجيب أيضًا، أنه على الرغم من تلك الافتراءات إلا أننا ما زلنا نجد التناقض البيّن، حيث إنه:
قد قام متى بتسجيل 26 اسمًا في سلسة مُدّعيًا بأنها سلسلة نسب المسيح (الذي لم يكن له نسب أصلاً)، فعلى الرغم من اعتقاد متى (أحد مؤلفي الأناجيل الأربعة) بأن المسيح هو إلهه ومخلصه، إلا أنه يضع تلك السلسلة من النسب المزعوم كآباء وأجداد له (للمسيح).
تعالى الله عن كل ذلك الإفك علوًا كبيرا
ثم نجد أن لوقا في إنجيله لم يوافق متى على تلك السلسلة من النسب المزعوم للمسيح، ليس لأنه لم يقتنع بما قام به متى، ولكن لأنه لم يكتف بـ 26 أبًا وجدًا لإلهه الذي يعبده (المسيح)، فقام بتسجيل 41 أبًا وجدًّا لإلهه ومخلصه الذي يؤمن به (المسيح).
وكما أشرنا، فإن متى ولوقا قد قاما بوضع العديد من الزناة في تلك السلسلة من النسب المزعوم للمسيح.
(أعاذنا الله تعالى من ذلك الإفك وحفظنا منه)
ومن التناقض والاختلاف العجيب: أنه في كلا من سلسلتي النسب (لمتى ولوقا) لا نجد اسمًا واحدًا مشتركًا بين تلك الأسماء الموجودة في ذلك النسب المزعوم، سوى اسم (يوسف)، الذي تزعم النصرانية في غرابة ودهشة، أيضًا، أنه والد المسيح، تبعًا لما يقوله لوقا في إنجيله
(3: 23)، وذلك بعد حذف ما بداخل علامتي التنصيص، لأنه ليس في الأصل والمخطوط لكتاب النصرانية، ولكنه إضافة وحشو من تلقاء المترجم، والنصرانية نفسها تعترف وتقرّ بذلك.
7- ومن التغييرات والتناقضات التي يتضمنها ويحتويها الكتاب المقدس للنصرانية:
رسالة يوحنا الأولى (5: 7)، حيث تقول: «لأن الشهود في السماء ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة واحد» فتلك الفقرة هي أقرب إلى ما تسميه النصرانية بالثالوث المقدس، وهو أحد دعائمها، ولكننا نجد أن مراجعوا النصوص المنقحة قاموا بحذف تلك الفقرة، باعتبارها زيفًا عقائديًا.
وفي الوقت ذاته نجد أن الترجمات الأخرى لكتاب النصرانية المقدس، لا زالت بها تلك الفقرة، التي تمثل الاعتقاد المزيف للنصرانية)، والتي حُذِفت من مراجعوا النصوص المنقحة.

8- ومن التغييرات والتحريفات التي يتضمنها ويحتويها الكتاب المقدس للنصرانية:
أن النسخة الأردية (لكتاب النصرانية المقدس) قامت بتغيير الضمير من (هو) إلى (هي)، في الفقرة التالية: «وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم (هو) بأمور آتية» (يوحنا 16: 13).
وذلك من أجل نفي الإشارة إلى أن المُعزِّي هو النبي محمد r، وهو خداع معتاد من المبشرين للنصرانية، خاصة في اللغات الإقليمية([2]).
9- ومن التغييرات والتبديلات التي يتضمنها ويحتويها الكتاب المقدس للنصرانية:
التغيير والتبديل في الإنجيل باللغة الإفريقية، حيث قامت النصرانية بإبدال كلمة مُعزِّي أو مساعد (comforter) إلى كلمة (Mediator)، واقحموا فيه جملة الروح القدس، وهي التي لم يجرأ أي دارس إنجيلي إقحامها إلى النسخ الإنجليزية المتعددة، وهكذا يصنع المسيحية الكتاب المقدس لها([3]).
10- ومن التغييرات والإضافات التي يتضمنها ويحتويها الكتاب المقدس للنصرانية:
أ- إنجيل (يوحنا 14 – 26)، حيث يقول: «وأما المعزي (الذي هو الروح القدس) الذي سيرسله الآب فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم»
«But the comforter which is the holy spirit when the father will spend in my home, he shall teach you all things and bring all things to your rememberance what so ever I have said in to you» (ohn 14 – 26)
يتبين لنا من الفقرة السابقة أن كلمتي (الروح القدس) (The holy spirit)، ما هما إلا حشو في النص، حيث يجب أن توضعا بين قوسين، كما توضع بعض الكلمات داخل النص المقتبس لزيادة الإيضاح، ولكننا نجد أن هاتان الكلمتان لم يتم وضعهما داخل أقواس وبقيتا هكذا، كما في كثير من الجمل، والتي كان يلزم وضعها داخل أقواس([4]).
ب- إنجيل لوقا (3: 23) حيث يقول: «ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يُظن ابن يوسف ابن هالي».
فتلك العبارة التي فوق الخط (على ما كان يُظن) لم توجد في المخطوطات القديمة، ولكن النصرانية قامت بإضافتها من تلقاء نفسها، ثم بعد ذلك أزالت الأقواس، واستمر الحال على ذلك، حيث تعبث بكتابتها وقتما وكيفما تشاء([5]).
ومن تلك الفقرة السابقة، وبدون العبارة التي قامت النصرانية بإضافتها، يتضح:
أن لوقا ينسب إلى المسيح أنه وُلِد من الفجور حيث إنَّه من المعلوم أن السيدة مريم لم تتزوج.
وغير ما أشرنا إليه الكثير والكثير من التغييرات والإضافات التي لم يسلم منها الكتاب المقدس للنصرانية، فيكون دلالة ذلك: أن الكتاب المقدس للنصرانية، ليس بكلام الله تعالى، ولا يمكن أن يُنسب إليه مطلقًا.
11- ومن التغييرات والمحذوفات التي قد تمت بالكتاب المقدس للنصرانية:
كلمة (المولود) (Begotten)
ففي نسخة الملك جيمس المعروفة بالنسخة الإنجليزية المعتمدة:
«لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل أو أعطى أو ضحّى بابنه الوحيد المولود لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: 16).
وأما بالنسبة للنسخة القياسية المنقحة (1971 م)، فيُقرأ ذلك النص المذكور في النقطة السابقة، كما يلي:
«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أو أعطى أو ضحّى بابنه الوحيد لكي لا يهلك....».
فنلاحظ: أن النصرانية قد حذفت كلمة (المولود) الثابتة في نسخة الملك جيمس، حيث تعتبرها النصرانية) تلفيقًا واختلاقًا([6]).
حيث إن تلك الكلمة المفتراة (المولود) تسبب لها (النصرانية) الوقوع في المأزق الحَرِج، ومن ثم قرّر علماء النصرانية حذفها.
والتساؤل المهم: هل كلام الله يتم الحذف منه أو الإضافة إليه من البشر؟!!
بالطبع : لا.
لذلك: فإن ما أشرنا إليه من تبديل وتغيير، وإضافة وحذف من قِبَل علماء النصرانية أنفسهم بالكتاب المقدس للنصرانية، يوضح ويؤكد للجميع:
أن ما بين يدي النصرانية، ليس بكلام الله تعالى المحفوظ.
فإذا كان علماء المسيحية يقومون بإجراء عملية التبديل والتغيير، والإضافة والحذف، التي قد نالت من الكتاب المقدس للنصرانية، فما بالنا بمن عادى النصرانية ولم يؤمن بمعتقداتها وزعمها؟!!



([1]) محمد صلى الله عليه وسلم هو الخليفة الطبيعي لعيسى عليه السلام، للشيخ/ أحمد ديدات.
([2]) محمد صلى الله عليه وسلم الخليفة الطبيعي للمسيح عليه السلام، للشيخ/ أحمد ديدات.
([3]) نفس المصدر السابق، بتصرف يسير.
([4]) نفس المصدر السابق، بتصرف يسير.
([5]) هل المسيح هو الله، بتصرف، للشيخ/ أحمد ديدات.
([6]) الخلاف الحقيقي بين المسلمين والمسيحيين، بتصرف، للشيخ/ أحمد ديدات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق