الأحد، 25 ديسمبر 2011

رسالة



 نقدم هذه الرسالة القصيرة في عدة نقاط، وذلك إتمامًا للفائدة المرجوة من هذا الموضوع
وهذه النقاط هي على الترتيب كالآتي:
1-   أن الإسلام بسيط في مفهومه، بعيد كل البعد عن مثل تلك الفرق المارقة التي تظهر بين الحين والآخر منتسبة إليه.

بمعنى أن المسلم لا ينتسب إلى أي من تلك الفرق المارقة المبتدعة من أصحاب الفُرقة والهوى، وإنما يكون على ما كان عليه النبي محمد  وأصحابه الكرام من بعده، متبعًا لهم، مقتديًا بهم.
وذلك وفقا لما أرشدنا إليه النبي محمد  حيث إن تلك الفرق المارقة المبتدعة كلها في ضلال وخسران إلا من استمسك بهدي النبي محمد ، وهدي أصحابه المتبعين له من بعده .
ومن ثم يتبين:
أن على المسلم أن ينتهج نهج نبيه محمد ، والسلف الصالح من بعده، وهم أصحابه الكرام، ابتداءً من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، ومن تبعهم بإحسان.
وذلك لأن رسول الله  قال: «خير أمتي قرني» رواه البخاري
وقال : «خير الناس قرني» رواه البخاري.
أي: أن أفضل الناس بعد الأنبياء هم الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، الذين عاصروا النبي محمد .
وأن هؤلاء الصحابة ومن عاصرهم وتبعهم هم أفضل من في أمة النبي محمد  لذلك:
فإن كلمة (السلفية) لا تعني فرقة أو جماعة، وإنما هي منهج يسير عليه المسلم، متبعًا لأصحاب نبيه محمد r، الذين عاصروه وفهموا عنه فهمًا صحيحًا، ومن تبعهم بإحسان، متوارثين ذلك الفهم الصحيح عنهم، وذلك ليسلم المسلم من الوقوع في مستنقع البدع والفتن.
2-   أن المسلم يلزمه بجانب الإيمان والاعتقاد السليم، العمل بأركان الإسلام، والالتزام بتعاليم هذا الدين وأوامره، والاجتناب لنواهيه.
فالله تعالى يقول: ﴿وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [سورة العصر].
ومن ثم يتبين أن الإيمان يكون مقترنا بعمل الصالحات والالتزام بتعاليم الإسلام.
وأن عدم التزام فئة من المسلمين بتعاليم وهدي الإسلام، لا يعني أن ينظر إلى الإسلام من خلال تلك الفئة المتهاونة، لأنهم بتقصيرهم ليسوا بصورة للإسلام.
ومن ثم فإن الإسلام يُنظر إليه من خلال هديه وتعاليم شريعته، ومن يلتزم بنهجه، ويستن بسنة من جاء به وهو النبي محمد .
3-   أن المسلم لا يبتغ العزة إلا في دين الله عز وجل، ألا وهو الإسلام.
فإذا ابتغى المسلم العزة في الإسلام أعزه الله جل وعلا، وأما إذا ابتغى العزة في غير دين الله تعالى، أذله الله جل وعلا.
وشاهد ذلك: أن العرب كانوا قبل بعثة النبي محمد  عبارة عن قبائل متناحرة متشرذمة لا يأبه أحد بهم.
ولكن بعد بعثة النبي محمد  وإيمانهم به، وتصديقهم لدعوته ورسالته، واتباعهم له، وتطبيقهم لشرع الله عز وجل الذي قد جاء به، صاروا أعزّ من على الأرض، وفتح الله تعالى عليهم الأمصار والبلدان.
4-   أن المسلم لا يوالي إلا أهل الإسلام، وينصرهم في الحق وينصح لهم ويمنعهم عن الباطل، ويبرأ من غيرهم، مع عدم ظلمهم أو انتهاك حقوقهم.
5-    أن المسلم عليه أن يشكر الله على هذه النعمة العظيمة التي امتن عليه بها، ألا وهي نعمة الإسلام حيث وفقه للإيمان والتوحيد.
ويكون الشكر لله تبارك وتعالى على نعمة الإسلام:
بتطبيقه والالتزام بتعاليمه، والاحتكام إلى شرعه.
ونود أن نلقي مزيدا من الضوء على هذه الجزئية، وهي: الاحتكام إلى شرع الله عز وجل.
حيث إن المسلم لا يلجأ أبدا للاحتكام إلى غير شريعة الله جل وعلا، ولا يرضى إلا بحكم الله عز وجل الذي ارتضاه لعباده من فوق سبع سماوات، وذلك لأن المسلم يؤمن بالله سبحانه وتعالى خالقًا ومشرعًا ومجازيًا (بيده الثواب والعقاب).
فلا يُعرض عن تطبيق شرع الله جل وعلا، ويرضى بغيره إلا من كان منافقًا، حاقدًا على الإسلام وأهله.
فبتطبيق شريعة الله جلّ وعلا يكون الأمن والرخاء، والسعادة في الدنيا، والفوز برضا الله تبارك وتعالى في الآخرة.
الدعوة إليه: وذلك بتوضيح حقيقة هذا الدين العظيم لمن يجهله، من قبل أن يبث أعداء الإسلام سمومهم في أذهان من يسعون لصدهم عنه، معتمدين جل الاعتماد على جهلهم بالإسلام، وما جاء به من تعاليم سامية ومعاملات كريمة، وعبادات هادية، وشريعة محكمة سمحاء.
6-   أن المسلم عليه أن يدعوا لهذا الدين العظيم الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وألا يجادل إلا بالتي هي أحسن، مبتغيًا في ذلك نصرة دين الله عز وجل فقط.
7-   أن المسلم عليه أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر، مع الأخذ في الاعتبار:
أن الأمر بالمعروف والدعوة إليه تكون بالمعروف، أي بالأسلوب الصحيح القويم الرشيد.
وأن النهي عن المنكر يكون أيضا بالمعروف، أي: بالأسلوب الصحيح القويم الرشيد.
ومن ثم تكون خيرية هذه الأمة، امتثالا لقول الله تعالى:
﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة آل عمران آية: 104]
وأخيرًا نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينفع بهذه الكلمات الموجزات، وأن يجعلها في ميزان حسناتنا جميعًا، وأن يستعملنا في نصرة دينه، وأن يتقبل منا ومن الجميع صالح الأعمال، وأن ينميها لنا، فهو تبارك وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق