الأحد، 25 ديسمبر 2011

كتاب النصرانية والأناجيل المفقودة



لقد اتضح لنا من بعض النقاط السابقة بذاءة وفحش الكلمات المستخدمة في تأليف الكتاب المقدس للنصرانية، مما يؤكد استحالة كونه منزلًا من الله تعالى.
فالله سبحانه وتعالى موصوف بجميع صفات الكمال، ومُنزه عن النقائص والعيوب.

وفي حال الادّعاء بأن تلك الكلمات البذيئة الفاحشة مُنزّلة من عند الله تعالى، فإن ذلك يعني وصفه سبحانه وتعالى بالنقائص والعيوب، فتعالى الله عز وجل عن ذلك علوًا كبيرًا.
فالكتاب المقدس للنصرانية ما هو إلا مؤلفًا لمجموعة من المؤلفين المجهولين (كما سوف نوضح ذلك بمشيئة الله تعالى) الذي قاموا بتأليف أسفاره وفقًا لأهواء كل منهم، واختلافها، ومن شواهد ذلك:
خضوع الكتاب المقدس للنصرانية دائمًا للتنقيحات والمراجعات، والحذف والتغيير والتبديل، كما هو متضح للجميع، وسيظل كذلك إلى ما شاء الله.
وما يدل ذلك إلا على: أن الكتاب المقدس للنصرانية ليس مُنزّلا من عند الله تعالى، وذلك لأن كلام الله عز وجل لا يمكن لمخلوق أن يضيف إليه أو يحذف منه أو يغير فيه حرفًا واحدًا.
فالمسيح عليه السلام لم يكتب كلمة طوال حياته، ولم يأمر أي شخص بكتابة أي منها، كما تعترف وتقرّ المسيحية بذلك.
لذلك فإن الكتاب المقدس للنصرانية، عبارة عن: كتب مجهولة الهوية، كما يشهد بذلك علماءها المتخصصين، (كما سنوضح ذلك بمشيئة الله تعالى في النقاط التالية).
بل إن من التناقض العجيب، أننا نجد (على سبيل المثال لا الحصر): أن الإنجيل المنسوب إلى المؤلف متى ليس بإنجيل متى.
فعلى الرغم من وقوع الكتاب المقدس للنصرانية في التناقض الكبير في حال كونه منسوبًا إلى غير المسيح وهو الذي قد جاء بالرسالة، وأنزل الله تعالى عليه الوحي، إلا أننا نجد أن المؤلفين الذين يُنسب إليهم بعض الأناجيل، ليسوا هم بمؤلفيها، وأن مؤلفيها مجهولون، ومثال ذلك: إنجيل متى، ونوضح ذلك من خلال نقل ما بيّنه الشيخ/ أحمد ديدات، وعلّق عليه، في إحدى مناظراته، بتصرف يسير.
ففي (إنجيل متى، إصحاح 9، فقرة 9)، نجده يقول:
«وفيما يسوع (يعني المسيح عيسى) مُجتاز من هناك رأى (يعني: المسيح عيسى) إنسانًا جالسًا عند مكان الجباية فقال (المسيح عيسى) له (يعني: متى) فقام من التوّ وتبعه».
والتساؤل المهم: من كتب مثل ذلك الكلام؟! هل هو الله؟! بالطبع: لا
هل المسيح هو من كتب ذلك؟!        بالطبع: لا
إذن فلم يبق سوى متى، فهل كتب متى ذلك؟! بالطبع: لا
فلو أن متى هو من كتب ذلك، لقال: [وفيما يسوع مجتاز من هناك رآني (بدلًا من جملة رأى إنسانًا) جالسًا عند مكان الجباية فأتى نحوي وقال لي (بدلًا من: له) فقمت (بدلًا من: فقام) من التوّ وتبعته (بدلًا من: وتبعه)].
فالاستنتاج إذن، هو: أن متى نفسه لم يكتب ذلك الإنجيل، ومن ثم فإن مؤلف ذلك الإنجيل يكون مجهولاً.
لذلك: فإن الكتاب المقدس للنصرانية لا يمكن أن يكون منزلاً من عند الله تعالى، وإنما هو عبارة عن كلمات وعبارات لمؤلفي مجهولين، كما هو واضح جليّ.
ونجد أيضًا: أن النصرانية قد استخدمت في كتابها كلمات لا تزال مجهولة المعنى، مبهمة، وذلك إلى الآن.
فأي لغة تلك التي كُتبت بها كلمات كتاب النصرانية، ولم يعرف علماءها (علماء النصرانية) لها معنى، وهي لا تزال موجودة به، ومن مثل تلك الكلمات:
لوبيم، لهبيم، بتروسيم، مالتوهيم، أماميم، كاثلوهيم ... إلى غير ذلك، فبأي لغة يتحدث الكتاب المقدس للنصرانية؟!
الجواب، هو: أن تلك الألفاظ لا معان لها على الحقيقة، وأن يدًا خفية قد تناولت ذلك الكتاب الذي تقدسه النصرانية بالتحريف والتغيير والتبديل.
ومن المعلوم، أيضًا: أن أسماء الأعلام لا تُترجم، ولكن تُترجم الكلمات فقط.
ولكننا نجد التناقض العجيب في كتاب النصرانية: وهو ترجمة أسماء الأعلام، وتغييرها، وتحريفها عما كانت عليه، ومثال ذلك:
اسم (بطرس)، تم تغييره وتحويله إلى (بيتر)، وهناك فرق كبير واضح، ولكنه التحريف والتبديل.
لذلك: فإن الكتاب المقدس للنصرانية، لا يمكن أن يكون كلام الله عز وجل، وذلك:
لأن كلام الله تعالى ليس لمخلوق حق في أن يغيّر فيه حرفًا واحدًا، حتى وإن كان ذلك في الأسماء.
ومن ثم فإن الكتاب المقدس للنصرانية ليس إلا صناعة بشرية، كما هو واضح جليّ لنا.
ونوضح أيضًا، أنه من التناقض العظيم بالكتاب المقدس للنصرانية:
أنه (الكتاب المقدس للنصرانية) يتضمن العديد من الكتب التي كانت يكثر حولها الجدل، باعتبارها ليست من كلام الله تعالى، ولكننا نجد بكل بساطة وجرأة، إدراجها وإضافتها داخلة (داخل الكتاب المقدس للنصرانية) وفقًا لما تمليه الأهواء والعقول المختلفة، ومثال ذلك:
(رؤيا يوحنا)، آخر كتب العهد الجديد، والذي يتضمنه الكتاب المقدس للنصرانية، فقد كان مرفوضًا حيث كان يُسمى بالهرطقة (كلام ركيك ليس له معنى، ولا يوجد من وراءه غاية أو نفع)، إلى أن أضيف عام 382 م في مؤتمر قسطنطينيه).
ونجد أيضًا، أن من التناقض العظيم بالكتاب المقدس للنصرانية:
أنه (الكتاب المقدس للنصرانية) كان متضمنًا لكتب كانت شائعة في القرون الأولى للكنيسة على أنها من عند الله تعالى، ولكنها حُذِفت بعد ذلك باعتبارها تلفيقًا، وأنها ليست من عند الله، ومثال ذلك
(كتاب الراعي): إحدى كتب العهد الجديد الذي يتضمنه الكتاب المقدس للنصرانية، وهو كتاب عن الرؤى، حيث كان ذلك الكتاب شائعًا في القرون الأولى للكنيسة حتى أواخر القرن الخامس، ثم تم إسقاطه بعد ذلك.
والتساؤل المهم: أي كتاب ذلك الذي تزعم النصرانية قدسيته، ونزوله من عند الله تعالى، مع ما فيه من تلك التناقضات العظيمة البيّنة؟!
وكيف كان يتعبد معتنقوا النصرانية بمثل تلك الكتب المجهولة، التي لا علاقة لها بالوحي (كما يُقرّون)؟!
وما المانع إذن من أن تحذف كتب أخرى يتضمنها الكتاب المقدس للنصرانية، باعتبارها تلفيقًا (صناعة بشرية) من قِبَل علماء النصرانية المتقدمين في الأزمنة المتقادمة، كما حدث في غيرها؟!
لا شك: أن الكتاب المقدس للنصرانية ليس إلا كتابًا خارجًا عن الإطار الربّاني، كما هو واضح جَليّ مما ذكرنا، ولذلك كان انحراف النصرانية عن المسار الصحيح الذي كان عليه المسيح وأتباعه.
الأناجيل الأخرى:
لقد أظهرت الإكتشافات الحديثة في الصحراء المصرية: أنه في أول أربعمائة سنة بعد المسيح، كان موجودًا أكثر من عشرين إنجيل.
ومن الأناجيل الأخرى، التي لم تُختار ليتضمنها الكتاب المقدس للنصرانية:
- إنجيل توماس        - إنجيل بطرس         - إنجيل فيليب
- إنجيل الطفولة ليعقوب       - إنجيل مريم المجدلية ..... إلى غير ذلك.
فالاكتشافات التي قد تمت في نجع حمادي عام 1945 م غيرت تمامًا الفكرة عن المسيحية الأولى، ومثال ذلك:
-   إنجيل توماس: فإنه يوضح أن الاعتقاد للمسيحيين بصلب المسيح وموته وقيامته من الموت، لم يكن مقطوعًا به في القرن الثالث والرابع الميلادي.
-   ولو أن إنجيل بطرس تم اعتماده وقبوله لكان النصارى اليوم آمنوا بأن المسيح لم يمت على الصليب، ولتغيّرت شكل المسيحية تمامًا.. ، إلى غير ذلك من الأناجيل الأخرى.
فائدة:
يتبيّن لنا جميعًا، مما أوردنا آنفًا:
أن تلك الأناجيل الأربعة التي يتضمنها الكتاب المقدس للنصرانية، وغيرها مما هو مُدرج أيضًا داخل كتاب النصرانية، ليس بكلام المسيح عليه السلام، الذي قد جاء بالرسالة وأُنزل عليه الوحي.
حيث إننا نجد، ما يسمى بـ: إنجيل متى، إنجيل لوقا، إنجيل مرقس، إنجيل يوحنا، إنجيل توماس، إنجيل بطرس، إنجيل فيليب، إنجيل مريم ..... إلى غير ذلك من الأناجيل.
ولكننا لا نجد من بين تلك الأناجيل الإنجيل الذي يُعترف به من الجميع على أنه وحي من الله تعالى، وهو إنجيل المسيح عليه السلام.
لذلك: فإن تلك الأناجيل التي قد تضمنها الكتاب المقدس للنصرانية، أو غيرها من الأناجيل الأخرى، ليست إلا إضافات بشرية مختلفة (كما هو واضح لنا) خارجة عن الإطار الربّاني اللازم لهداية البشرية إلى الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق