النصرانية قد جمعت بين كل من تلك الافتراءات التي قد نسبتها اليهودية إلى الأنبياء والرسل من جرائم منكرة، وارتكاب لأحطّ أنواع الفواحش والرذائل، على الرغم من الاعتقاد بنبواتهم ورسالاتهم، والتي قد أشرنا إلى جزء منها من قبل، وذلك لتضمّن الكتاب المقدس للنصرانية لكتاب اليهودية تحت مسمى العهد القديم، وبين ما أضافته هي من
افتراءات واتهامات، لا سيما ما قامت بنسبه للمسيح من أنه قد ادّعى الألوهية، ولا شك أن ذلك محض افتراء، وليس له أدنى أساس من الصحة والمصداقية.وبمشيئة الله تعالى سوف نوضح في هذه النقطة مزيدًا مما قد نسبته النصرانية إلى أنبياء الله ورسله من افتراءات لا يمكن لفطرة نقية استساغتها، ولا يمكن لعقل رشيد أن يتقبلها.
ومن تلك الافتراءات التي قد نسبتها النصرانية إلى أنبياء الله تعالى:
- وصف الأنبياء بالدموية والوحشية، لا سيما عند فتوحاتهم.
ومما ورد في الكتاب المقدس للنصرانية تأكيدًا لذلك، الآتي:
حيث نجد أن الكتاب المقدس للنصرانية قام بوصف الأنبياء بأنهم: «قد استولوا على مدينة أريحا وأبادوا سكانها عن آخرهم، الرجال والنساء، والأطفال والشيوخ، والبقر والغنم، والحمير بحد السيف، وأحرقوا ثم أحرقوا المدينة بكل ما فيها» كما في يشوع (6: 20، 21، 24).
إلى غير ذلك من مثيل ما أشرنا إليه.
ولقد نسبت النصرانية إلى نبي الله داود، ارتكابه للزنا مع وصفٍ لأحداث تلك الفاحشة المنكرة جزءً بجزء([1])، ونظرًا لما نجده من التعفّف عن ذكر مثل تلك الألفاظ الخارجة المتدنيّة، التي ينصّ عليها كتاب النصرانية، فإننا نشير إلى موضع ذلك من الكتاب المقدس للنصرانية، وهو في (سفر صموئيل الثاني 11: 4 – 5).
ولقد نسبت النصرانية إلى نبي الله داود أيضًا، أنه قد تسبّب بأساليب ماكرة شريرة في قتل أحد الأشخاص من أجل ممارسة الزنا مع زوجته([2])، كما في (سفر صموئيل الثاني 11 : 6 – 25).
ولقد نسبت النصرانية إلى نبي الله داود أيضًا، أنه كان يرقص عاريًا، مع تصويرٍ لذلك المشهد الملفق زورًا دون أدنى خجل أو حياء([3]).
ولقد نسبت النصرانية إلى نبي الله سليمان أنه هو من قال ما يسمونه بنشيد الإنشاد، الذي يتضمنه الكتاب المقدس للنصرانية، والذي يقوم بوصف فاضح لمفاتن المرأة وأدقّها، وبألفاظ تخجل الآذان عن سماعها، وتستعفّ الألسن عن النطق بها، والأقلام عن كتابه حروفها.
ولقد نسبت النصرانية إلى نبي الله سليمان أيضًا، أنه قد عبد آلهة أخرى في آخر حياته، كما في (سفر الملوك الأول).
إلى غير ذلك مما قد نسبته النصرانية إلى أنبياء الله ورسله، من افتراءات وأكاذيب، من مثيل ما أشرنا إليه.
فتعالى الله عز وجلّ عن سوء الاختيار لأنبياءه ورسله ليكونوا بمثابة مصابيح هدىً في ذلك الظلام الدامس الذي تحياه البشرية، بعد خروجها عن تعاليم وأوامر ربها سبحانه وتعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق