الأحد، 25 ديسمبر 2011

إلى أي شيء يدعوا القرآن الكريم؟



لقد أنزل الله تبارك وتعالى القرآن الكريم هداية للبشر أجمعين، داعيًا إلى ما تسموا به النفوس، وإلى ما تُزكّى به الأرواح.
وبمشيئة الله تعالى سوف نشير في هذه النقطة إجمالًا إلى بعضٍ مما يدعوا إليه القرآن الكريم، وأول ما نشير إليه:

1- دعوة القرآن الكريم إلى الإيمان بالله تعالى، وبوحدانيته وعظيم صفاته، وحكيم شريعته، وطلاقة قدرته، ليس ذلك فحسب، بل ويحث الأمة على أن تعمل جاهدة على الدعوة إلى ما يدعوا إليه.
2- الدعوة إلى تنزيه الله سبحانه وتعالى عن ما نُسب إليه من كل من النصرانية واليهودية وغيرها، من صفات ذم ونقص وعيب، غير لائقة به سبحانه وتعالى، وقد أشرنا إلى موجز من ذلك في نقطة سابقة.
3- الدعوة إلى رفع قدر الأنبياء والمرسلين، ودفع الافتراءات المنسوبة إليهم من كل من النصرانية واليهودية، أو غيرها، وقد أشرنا إلى موجز من ذلك في نقطة سابقة.
4-   الدعوة إلى الصبر والرحمة، وعدم سفك الدماء، والعفو عن الناس. ونموذج ذلك على الترتيب:
قول الله تعالى: ﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [سورة البلد: 17 – 18] .
قول الله تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
[سورة البقرة: 179].
قول الله تعالى: ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [سورة البقرة: 237].
قول الله تعالى: ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ....﴾
[سورة البقرة: 263].
5- الدعوة إلى الطهر والعفاف، والنهي عن الخمر والميسر والربا ونموذج ذلك على الترتيب،
قول الله تعالى:
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ  * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ .....﴾ [سورة النور: 30 - 31].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ .....﴾
[سورة الأحزاب: 59].
وقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [سورة المائدة: 90].
وقول الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
[سورة البقرة: 287] .
6- الدعوة إلى الرفع من منزلة المرأة وتكريمها، ومنحها كافة حقوقها التي كانت قد سُلبت منها، حيث إن الإسلام جاء منافيًا لما تدعيه كلا من النصرانية واليهودية، وقال بأن ولادة المرأة للبنات لا تزيد أو تضاعف من نجاستها، بل لا تكون سببًا في نجاستها أصلًا.
ولقد جاء الإسلام مُعطيًا للمرأة كافة حقوقها في الإرث (الميراث) بعد أن كانت محرومة منه قبل ذلك، ونموذج ذلك في القرآن الكريم، قول الله تعالى:
﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ [سورة النساء: 7].
- ولقد جاء الإسلام مُجيزًا لزواج الأرملة والمطلقة، ونموذج ذلك من القرآن الكريم، قول الله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ..... [سورة البقرة: 234 – 235].
وقول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ .....﴾ [سورة البقرة: 232].
7-   الدعوة إلى شتى أنواع الخير والفضيلة، وبر الوالدين وصلة الأرحام ونموذج ذلك من القرآن الكريم، قول الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
[الحج: 77].
وقول الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [سورة الإسراء: 23 : 24].
وقول الله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [سورة البقرة: 177].
وقول الله تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا
[سورة الإسراء: 26].
8-   تحليل الطيبات وتحريم الخبائث ونموذج ذلك من القرآن الكريم، قول الله تعالى:
﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ....
[سورة الأعراف: 157]
9-   الدعوة إلى إقامة العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي.
ونموذج ذلك من القرآن الكريم، قول الله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [سورة النحل: 90]
10-       الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونموذج ذلك من القرآن الكريم، قول الله تعالى:
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة آل عمران: 104].
بل وجَعْل خيرية هذه الأمة الخاتمة مشترطة بهذه الدعوة السامية الكريمة.
ونُدلل على ذلك من القرآن الكريم، بقول الله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .... [سورة آل عمران: 110].
إلى غير ذلك مما جاء به القرآن الكريم من عبادات هادية وتعاليم سامية، وأخلاق رفيعة، ومعاملات كريمة على أسس من الخير والفضيلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق