الأحد، 25 ديسمبر 2011

متى ينزل المسيح عليه السلام؟ ولماذا؟ وأين ينزل؟



ينزل المسيح عليه السلام من السماء إلى الأرض في آخر الزمان، بعد خروج المسيح الدجال الذي يدّعي الألوهية، على الرغم من عدم استطاعته أن يزيل ما به من عور، حيث إنه في إحدى عينيه عور، وتعالى الله عز وجل أن يكون كذلك.
ومن ثم فإن المسيح عيسى ابن مريم ينزل فيقتل ذلك الدَجّال الكاذب الذي قد ادّعى الألوهية، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية.

ومن الحِكم في نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان:
1- أنه يحتمل أن يكون ذلك لأن اليهود قد همّوا بقتله وصلبه، ويزعمون أنهم قد نجحوا في ذلك، وكانوا ينسبونه إلى السحر وغيره.
ولقد ضرب الله عز وجل على اليهود الذلّة والمهانة، فلم تقم لهم راية منذ أعزّ الله الإسلام وأظهره، ولم يتم لليهود بعد ذلك أي سلطان أو قوة أو شوكة في أي بقعة من بقاع الأرض، ولا يزالون كذلك حتى يقرب الزمان من نهايته، ويقترب قيام الساعة، فيظهر المسيح الدجّال الذي يَدّعي عن الألوهية، فيبايعه اليهود، ويظنون أنهم صار في مقدرتهم الانتقام من المسلمين([1]).
فإذا صار الأمر إلى ذلك، أنزل الله تعالى من السماء المسيح عيسى عليه السلام، وهو من كان في زعم اليهود أنهم صلبوه وقتلوه، فيقتل المسيح الدجال، وينتصر المسلمون معه في حربهم على اليهود الذين كانوا قد آمنوا بالدّجّال واتبعوه([2]).
2- ويحتمل أن يكون نزول المسيح عيسى ابن مريم في آخر الزمان ليستوفي ويستكمل أجله، ويموت ويُدفن في التراب، لأنه لا ينبغي لمخلوق من التراب أن يموت في السماء([3])، وإلى ذلك يشير القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى:
﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [سورة طه: 55].
وأما عن مكان نزول المسيح عيسى ابن مريم:
فإنه (المسيح عيسى) ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، كما أخبر بذلك النبي محمد ، كما في رواية مسلم من حديث النواس بن سمعان: أن رسول الله ، قال:
«ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر معه كاللؤلؤ، فيُدرك الدجّال عند باب لدّ فيقتله ...» (رواه مسلم).
مهرودتين، تعني: ثوبين مُمصّرين يميل لونها إلى اللون الأصفر.
المنارة البيضاء، تعني: المئذنة البيضاء.
إذا طأطأ رأسه قطر، تعني: إذا أحنى رأسه سقط من رأسه ماء.
جمانٌ كاللؤلؤ، تعني: حبات عرق كأنها اللولؤ الأبيض، أي أن المسيح عليه السلام إذا رفع رأسه تحدرت منه قطرات عرق كاللؤلؤ الأبيض.
باب لُدّ، تعني: باب قرية لُدّ، التي بفلسطين اليوم.
ونشير في إيجاز إلى ومضة مبهرة، من جوانب الإعجاز النبوي الشريف لرسول الله ، حيث إنه:
لم يكن هناك منارة بيضاء شرقي دمشق وقت بعثة النبي محمد ، وما بُنيت هذه المنارة البيضاء في المسجد الدمشقي بشرقي دمشق بالحجارة البيضاء إلا في سنة 741 هجرية.
ولكنه صلى الله عليه وسلم قبل بناء المنارة البيضاء، يخبر ببناء هذه المنارة، بل ويخبر  بلونها.
بل وأيضًا يُخبر النبي محمد  بباب لُدّ، على الرغم من أنه لم يكن وقت بعثته  قرية تسمّى بقرية لُدّ، وما عُرِفت هذه القرية (لُدّ) إلا فيما بعد.
ومن ثم فإن ما أخبر به النبي محمد  من أخبار جاءت وقائعها صادقة محققة في هذا الحديث النبوي الشريف، تكون بمثابة الومضات المبهرات الشاهدات على نبوته  وصدق رسالته.



([1]) من كتاب التذكرة في أمور الموتى وأحوال الآخرة، للإمام القرطبي.
([2]) نفس المصدر.
([3]) نفس المصدر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق