الأحد، 25 ديسمبر 2011

الإسلام ونور العلم



لقد شاء الله عز وجل أن يكون خاتم أنبياءه ورسله نبيًّا أميًا، وأن تكون بداية دعوته وسط قومه أميّين، لا يعرف أكثرهم القراءة والكتابة، مع بلاغتهم وفصاحتهم، ونبوغهم في الشعر والنثر وشتى فنون الأدب العربي، فكانت مشيئة الله تعالى وفقًا لعلمه الشمولي وحكمته البالغة سبحانه وتعالى.

فمع أن النبي محمد  كان أميًّا، وبُعث وَسَط أناس أغلبهم أميّين (العرب قبل البعثة) وسَط قوم يسودهم الجهل ويعمّهم الظلام، ولا يعبأ بهم أحد، إلا أنه قد تخرج من مدرسته  العلماء والفقهاء المحدثين...، وتخرج من مدرسته  قادة العالم في شتى المجالات العلمية (فلك ، طب ، هندسة ، جيولوجيا، جغرافيا، تاريخ...)، والقيادية العسكرية، .... إلى غير ذلك.
ولم لا!، وقد كان أول ما أنزله الله تبارك وتعالى عليه من آيات القرآن الكريم، هو قوله تعالى: ﴿إقرأ... [سورة الأعلى: 1].
وذلك على الرغم من أميّته ، وعدم معرفته بالقراءة أو الكتابة، مما يؤكد على أن الإسلام هو دين العلم، والنهوض بالأفراد والمجتمعات إلى أعلى مستوى من مستوياته (العلم).
فإذا ما كان أول ما أنزله الله تبارك وتعالى على النبي محمد، هو الدعوة والحث على العلم، فإن ذلك يعني:
أن نفس هذه الدعوة، والحث على العلم أيضًا لأمته ، حيث إنها تقتدي بنبيها .
إضافة، إلى أن القرآن الكريم، وهو الكتاب المُنزّل من ربّ العالمين على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ، نجده مُتضمّنًا للكثير والكثير من الحقائق العلمية المُبهرة المُكتشفة حديثًا، في شتى المجالات العلمية (فلك، طب ، جيولوجيا، ...)، والتي لم يكن لأحد أدنى معرفة بها وقت بعثة النبي محمد وتنزّل القرآن عليه من الله تبارك وتعالى، ليكون هذا الكتاب المُحكم المُبين (القرآن الكريم) شاهدًا على صدق دعوته  ورسالته العالمية، ودعوته إلى العلم النافع في شتى المجالات، وتوظيفه في النهوض والرقيّ بالمجتمعات البشرية إلى أسمى مكانة وأرفع منزلة.
وشاهد ذلك واقعيًا: أن العرب لم يعرفوا الحضارة ولم يعرفوا العلم والنور، إلا بعد اعتناقهم للإسلام دينًا، ورضوا بنبيه (نبي الإسلام)  رسولًا، وبالكتاب المُنزّل عليه (القرآن الكريم) دستورًا ووحيًا من الله تعالى، مهيمنًا على جميع الكتب السابقة.
فالعرب قبل الإسلام، وقبل بعثة النبي محمد، كانوا في جاهلية مظلمة، وفي تخلف عظيم.
ولنتطرق إلى نموذج آخر غير الإسلام، كي يتبيّن لنا الفارق العظيم بين الإسلام وغيره، في هذا الموضوع الذي نحن بصدده (العلم)، وليكن ذلك النموذج مُتمثل في الكنيسة، التي هي رمز للنصرانية، حيث نجد:
أن الكنيسة كانت عقبة كبيرة في طريق العلم، وشاهد ذلك:
أنها (الكنيسة) كانت عائقًا كبيرًا في التطور الصناعي بأوروبا، طوال فترة تسلطها، وذلك على مدى قرون.
فنجد أن الكنيسة قد أحرقت ما يزيد على 3000 عالمًا من علماء النصارى ممن تلقّوا علومهم في الجامعات الإسلامية لا سيما بالأندلس (وقت ازدهار علم وحضارة المسلمين)، والتي كانت آنذاك مصدرًا للنور والعلم، ومن أبرز هؤلاء العلماء الذين أحرقتهم الكنيسة: جاليليو وبرونوا، .... إلى غير ذلك.
ونجد أن الكنيسة أرادت أن تضاد المعلومة الإسلامية، التي سبق إليها علماء المسلمين، حيث قالوا بأن الأرض كروية، وليست مسطحة كما ادّعى فلاسفة اليونان من قبل، وورثته عنهم (فلاسفة اليونان) الكنيسة، وغير ذلك الكثير والكثير.
لذلك، فإن أوروبا كان يطلق عليها أوروبا المظلمة وقت ونتيجة الحكم الكنسي (حكم الكنيسة) لها، فلم يبدأ عصر التنوير بأوروبا إلا حينما تسارع النصارى إلى جامعات المسلمين لتلقي علومهم، ثم العودة بعد ذلك إلى بلادهم بهذه العلوم المأخوذة من علماء المسلمين.
فإذا كان العرب لم يعرفوا الحضارة إلا بالإسلام، ولم تعرف أوروبا الحضارة إلا من المسلمين، بعد أن نُبِذَت وطُرِحت علوم الكنيسة جانبًا، فعلى أي شيء يدل ذلك؟!
الجواب، الذي لا مرية فيه ولا بديل له، هو:  لاشك أن الإسلام هو دين النور والعلم.
فالإسلام يحث على تعلم العلم النافع، داعيًا إلى حسن استغلاله وتوظيفه، نهوضًا ورقيًّا بالمجتمعات إلى أسمى مكانة وأرفع منزلة من الرقيّ والحضارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق