لقد أشرنا في النقطة السابقة إلى عدم مصداقية الكتاب المقدس للنصرانية، وإلى مجهولية نسبه وهويته، وسقوط سنده سواءً كان ذلك في العهد القديم أو العهد الجديد الذي يتضمنها الكتاب المقدس للنصرانية.
ولكن مشيئة الله تعالى أن يكون ذلك الكتاب الذي تعتقد النصرانية قدسيته متضمنًا لما يدل على رسالة المسيح، ونفي ألوهيته، ومن ثم مناقضة ما تعتقده النصرانية من تأليه للمسيح وعبادة له.
فالله تعالى قادر على أن يحقّ الحق ولوكره الكافرون والمبطلون.
ومما يدل على رسالة المسيح وعدم ألوهيته، من كتاب النصرانية: ما جاء في إنجيل يوحنا (17: 3) حيث يقول: «وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ويسوع (المسيح) الذي أرسلته».
حيث يتضح من تلك الفقرة السابقة التمييز والتفريق بين الإله الحقيقي وبين من تزعم النصرانية ألوهيته (المسيح) بالباطل.
ومن ثم فإن الفقرة السابقة أيضًا: تشير إلى رسالة المسيح وعدم ألوهيته، وأن الله تعالى هو الذي بعثه وأرسله.
لذلك: فإن النصرانية في مأزق ذي حرج شديد، لتعارض اعتقادها وتناقضه مع ما جاء بالكتاب الذي تقدسه، من رسالة المسيح وعدم ألوهيته.
ومما يدل على رسالة المسيح وعدم ألوهيته من كتاب النصرانية:
ما جاء في إنجيل لوقا (6/ 12): من أن المسيح كان يعبد الله، وكان يصلي له سبحانه وتعالى، حيث يقول إنجيل لوقا، فيما يتعلق بالمسيح وعبادته لله تعالى:
«وفي تلك الليلة خرج إلى الجبل وقضى الليل كله في الصلاة» (إنجيل لوقا 6 / 12).
وغير ذلك الكثير من الفقرات بالكتاب المقدس للنصرانية، والتي يتبين تكرارًا، عبودية وصلاة المسيح لله تعالى.
مما يؤكد: أن المسيح كان عبد الله تعالى، ورسولًا منه (حيث شرفه ربه تبارك وتعالى بالنبوة والرسالة)، وأنه (المسيح) ليس إلهًا كما تزعم النصرانية بالباطل.
ومما يؤكد رسالة المسيح وعدم ألوهيته:
اعتراف المسيح ذاته بعدم ألوهيته، وأنه ليس إلا ابنًا للإنسان، فلم يقل (المسيح) في أي من الأناجيل التي تؤمن بها النصرانية، ولو في مرة واحدة أنه ابن الإله.
ولكن ما كان يكرره ويؤكد عليه أنه ابن الإنسان: حيث تكرر لفظ (ابن الإنسان) على لسان المسيح كثيرًا، كما في الكتاب الذي تقدسه النصرانية.
ومن المواضع التي يكرر فيها المسيح لفظ أنه (ابن الإنسان):
إنجيل متى (30: 8) ، (11: 9)، (12: 32 – 40)، (20: 28)، (24: 30)،
(25: 31)، (26: 24)
(25: 31)، (26: 24)
وأيضًا في إنجيل مرقس (2: 28)، (4: 41).
وأيضًا في إنجيل لوقا (9/ 56)، (17: 24)، (8: 8).
وأيضًا في إنجيل يوحنا (3: 13)، (5: 27)، (13: 31)، (6: 27).
بل إننا نجد أن الأناجيل التي تؤمن بها النصرانية وتقدسها، تشهد بأن كل من عاصر المسيح كان يشهد بنبوته ورسالته، وليس كما تدّعي النصرانية (كذبًا) ألوهيته.
وبرهان ذلك ما جاء في إنجيل لوقا (7: 11 – 17) من أنه:
لما قد ظهرت معجزات المسيح الدالة على رسالته كانوا (الذين عاصروا المسيح) يمجدون الله قائلين: «قد قام فينا نبي عظيم» (إنجيل لوقا).
مما يؤكد بشرية المسيح، ومن ثم نبوته ورسالته كنبي مرسل من الله تعالى، وليست ألوهيته (المسيح)، وأنه ليس ابنًا لله، ولكنه (المسيح) هو ابن الإنسان كما نص على ذلك كتاب النصرانية.
لذلك: فإن الحق الذي لا مرية فيه، ولا حياد عنه: أن المسيح عليه السلام ليس إلا عبدًا لله تعالى، ورسولاً منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق