الأحد، 25 ديسمبر 2011

عقيدة الإسلام في أنبياء الله تعالى ورسله



لقد جاء الإسلام مُناقضًا لما قد نسبته النصرانية واليهودية إلى أنبياء الله ورسله، من ادّعاءات وافتراءات، لا يمكن لفِطر نقية وعقول سوية، قبولها في حق إنسان فاضل فضلًا عن نبي مرسل من الله تعالى.
ومثال ذلك، لا الحصر:

- نبي الله نوح (عليه السلام): فبينما نجد أن كلا من النصرانية واليهودية قد نسبتا إليه شرب الخمر ... وغير ذلك، نجد أن الإسلام قد جاء نافيًا عنه مثل تلك الرذيلة وغيرها، بل وشاهدًا له بأنه أحد الخمسة، الذين هم أصحاب العزم من الرسل.
- نبي الله لوط (عليه السلام): وبينما نجد أن كلا من النصرانية واليهودية قد نسبتا إليه شرب الخمر أيضًا، بل والوقوع في أقبح أنواع الزنا، ألا وهو زنا المحارم، حيث تدّعي كل منهما (النصرانية واليهودية) أنه قد شرب الخمر ثم زنا بابنتيه الواحدة تلو الأخرى بعد أن فقد عقله، نجد أن الإسلام قد جاء نافيًا عنه مثل تلك القبائح والرذائل، وشاهدًا له أنه نبي كريم قد أرسله الله تعالى لدعوة قومه إلى التخلّي عن ما هم عليه من انغماس في وحل الرذائل والفواحش المنكرة، ودعوتهم إلى الخير والفضيلة ومكارم الأخلاق.
- نبي الله يوسف (عليه السلام): وبينما نجد أن كلا من النصرانية واليهودية قد نسبتا إليه أنه قد قام بحل تكة سراويلة لممارسة رذيلة الزنا مع سيدته، نجد أن الإسلام قد جاء نافيًا عنه مثل ذلك، مبينًا أن سيدته هي من كانت تراوده عن نفسها، وأنه هو من استعصم وامتنع امتناعًا شديدًا، وأن ذلك كان بفضل من الله تعالى عليه، وإكرام منه جل وعلا له.
- نبي الله هارون (عليه السلام): وبينما نجد أن كلا من النصرانية واليهودية قد نسبتا إليه أنه قد بنى معبدًا للعجل وقام بعبادته، وأنه أمر بني إسرائيل بعبادته ...، نجد أن الإسلام قد جاء نافيًا عنه مثل تلك الافتراءات، وأنه هو من قد نهى بني إسرائيل عن عبادة ذلك العجل الذي صوّره لهم السامريّ، فاتبعوه، وذلك عند غياب نبي الله موسى عليه السلام.
- نبي الله داود (عليه السلام): حيث نجد أن الإسلام قد نفى عنه تهمة الوقوع في رذيلة الزنا، وغيرها من الافتراءات التي قد نُسبت إليه.
- نبي الله سليمان (عليه السلام): حيث نجد أن الإسلام قد نفا عنه ما قد نُسب إليه من ارتداده في آخر حياته. وعبادته للأصنام ... وغير ذلك.
- نبي الله المسيح (عليه السلام): فبينما نجد أن اليهودية قد كذّبت بمعجزة ولادته، وبدعوته ورسالته، وقامت بنسب أمه إلى الفجور ومن ثم ولادته الغير شرعية، نجد أن الإسلام قد جاء شاهدًا بمعجزة ولادته وصدق دعوته ورسالته، ومُكرِمًا لوالدته (السيدة مريم) نافيًا عنها ما قد نسبته اليهودية إليها.
وبينما نجد أن النصرانية قالت بأن المسيح قد ادّعى الألوهية، افتراءً عليه، نجد أن الإسلام قد جاء مُبرئًا له من تُهمة ادّعاءه للألوهية، مُبينًا أن ما عليه النصرانية الآن من تأليه للمسيح وعبادة له، كان من قبيل إفراطهم وغلوهم فيه بغير وجه حق.
ومن قليل ما أشرنا إليه يتبين لنا: أن الإسلام هو دين الله الحق، الذي قد جاء مُدافعًا عن أنبياء الله تعالى ورسله، مما قد نُسب إليهم من ادّعاءات كاذبة وافتراءات باطلة، لا يمكن لفطرٍ نقية وعقولٍ سوية قبولها في حق إنسان فاضل، فضلًا عن نبيٍ كريم مُرسل.
ومن ثم يتبين لنا: أن الإسلام هو دين الله الحق الذي جاء مُنزهًا لله سبحانه وتعالى عما قد نسبته إليه النصرانية واليهودية من الجهل وعدم العلم بما سوف يفعله أنبيائه ورسله في المستقبل.
وأنه هو (الإسلام) الذي جاء منزهًا له سبحانه وتعالى عن ما قد نسبته إليه النصرانية واليهودية من سوء الاختيار لأنبيائه ورسله.
وأنه هو (الإسلام) الذي جاء مثبتًا له سبحانه وتعالى صفة الحكمة، والتي قد نفتها النصرانية واليهودية عنه سبحانه وتعالى، وذلك لأن الله عز وجل قد أرسل أنبيائه ورسله ليكونوا مصابيح هدى، يهتدي الناس بهم إلى الله تعالى عن طريق الاقتداء بهم وبأخلاقهم وأفعالهم، والانتهاج بمنهجهم الربّاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق