الأحد، 25 ديسمبر 2011

مما يتضمنه ويحتويه الكتاب المقدس للنصرانية، ودلالته



إن المتصفح للكتاب المقدس للنصرانية سوف يفاجئ بالدهشة والعجب لما يُنسب إليه من قداسة، وذلك بعد ما تقع عيناه على الكثير والكثير من العبارات الفاحشة البذيئة، لا سيما إذا ما كان الكثير منها منسوبًا إلى أنبياء الله ورسله، طاعنة في إيمان بعضهم، وقادحة في طهرهم وعفافهم، ومن ثم الذمّ والقدح في الإله الخالق، الذي قد اختارهم واصطفاهم من خلقه لتبليغ رسالاته.

وذلك لأن القدح في أنبياء الله ورسله يعني وصف الله تعالى بالجهل وعدم العلم، والحماقة وسوء الاختيار لأنبياءه ورسله الذين يُبلغون شريعته، مستمسكين بها، داعين إليها، ومن ثم يقتدي الناس بهم، ويهتدون إلى صراط الله المستقيم.
ولنذكر القليل من النماذج التي توضح ما أشرنا إليه.
فمن الفواحش التي تنسبها النصرانية إلى أنبياء الله تعالى، ويتضمنها كتابها، الذي تزعم قدسيته، الآتي:
أ- أنها (النصرانية) تقول بأن لوطًا، نبي الله، قد زنى بابنتيه، وحملتا بالزنى منه، كما في الباب التاسع عشر من سفر التكوين (أعاذنا الله تعالى من الاعتقاد بذلك الإفك المبين).
ب- وتقول النصرانية أيضًا بأن يهوذا بن يعقوب النبي، قد زنى بثامار زوجة ابنه، وحملت بالزنا منه، وولدت له توأمين هما فارض وزارح، كما هو مصرح به في الباب الثامن والثلاثين من سفر التكوين.
ج- وتقول النصرانية أيضًا، بأن داود وسليمان والمسيح الذين هم من أنبياء الله تعالى كلهم من أولاد فارض (المذكور آنفًا) الذي قد وُلِد من الزنا، كما في الباب الأول من إنجيل متى.
د- وتقول النصرانية أيضًا بأن داود (نبي الله) قد زنى بامرأة أوريا، وحملت بالزنا منه، فأهلك زوجها (أي أن داود أهلك زوجها) بالمكر، وأخذها زوجة له، كما هو مصرح به في الباب الحادي عشر من سفر صموئيل الثاني.
هـ- وتقول النصرانية أيضًا، بأن سليمان (نبي الله) قد ارتد في آخر عمره، وكان يعبد الأصنام بعد الارتداد، وبنى لها المعابد، كما هو مصرح به في الباب الحادي عشر من سفر الملوك الأول.
و- وتقول النصرانية أيضًا، بأن هارون (نبي الله) قد بنيى معبدًا للعجل وعبده، وأمر بني إسرائيل بعبادته، كما هو مصرح به في الباب الثاني والثلاثين من سفر الخروج.
وغير ما ذكرنا الكثير والكثير من الافتراءات والقصص الكاذبة، التي قد ألصقتها النصرانية (تبعًا لليهودية) بأنبياء الله ورسله، فتعالى الله عز وجل عن ما ينسب إليه من الجهل والحماقة وسوء الاختيار منه لأنبياءه ورسله، علوًا كبيرًا.
والتساؤل المهم:
كيف ينجو الشباب من كلا الجنسين (ذكر وأنثى) من الوقوع والانغماس في مثل تلك الرذائل والفواحش، إذا لم ينج منها أنبيائهم، الذين هم قدوة لهم، والذين قد أوحى إليهم من الله تعالى؟!
لذلك: فإن الكتاب المقدس للنصرانية يقوم بعمل تهيئة للمناخ اللازم لإثارة الشهوة الجنسية، لكلا الجنسين (ذكور وإناث)، ومن ثم اقتراف مثل تلك الرذائل والفواحش.
ومما يؤكد ذلك: الإحصائيات التي قد أُجريت على الكثير من الدول التي تدين بالمسيحية (كأمريكا ودول أوروبا)، والتي كان من نتائجها انغماس الملايين من كلا الجنسين (ذكور وإناث) في مستنقع تلك الرذائل والفواحش (الزنا بمختلف صوره)، والاعتداءات الجنسية.
بل إن الصحف والمجلات الأمريكية والغربية تطالعنا بأنباء وقوع القسيسين أنفسهم في مثل تلك الرذائل والفواحش، التي ألصقوها بأنبيائهم من قبل.
لذلك: فإن احتواء الكتاب المقدس للنصرانية على مثل تلك الافتراءات والقصص الفاحشة، بل وإلصاقها بأنبياء الله تعالى (زورًا وبهتانًا)، يُعدّ دليلًا دامغًا على بطلانه، وأنه ليس بكلام الله تعالى مطلقًا.
ومما يتضمنه ويحتويه الكتاب المقدس للنصرانية:
1-      الدعوة السيئة، والنصيحة المذمومة بتناول المسكرات والخمور (أعاذنا الله تعالى منها).
حيث ينص الكتاب المقدس للنصرانية على شرب الخمور، داعيًا إليها عن طريق بولس (الذي تنسب إليه النصرانية لقب القديس، زاعمة أنه نبي)، الذي ينصح مولى تيموثايس (معتنق الدين الجديد)، قائلًا «اشرب فقط الماء، لكن استعمل قليلًا من النبيذ لمعدتك ولأمراضك» (التيموثية 5: 23)
ومن المعلوم أن تناول الخمور يؤدي إلى ذهاب العقول، وعدم وعيها وإدراكها، ومن ثم التصرف كطبيعة بهائمية حيوانية، بل أشد وأسوأ.
حيث إنه: إذا ما غاب العقل، وفقد وعيه وإدراكه، فلا مانع حينئذ من الوقوع والانغماس في شتى مختلف الفواحش والمنكرات، كالزنا والقتل والسرقة ... إلى غير ذلك من الرذائل المختلفة.
لذلك: فإن الخمر بوابة لكل رذيلة، ولجميع أنواع الشر.
والتساؤل المهم: هل يوحى الإله العظيم الخالق إلى أحد بمثل تلك الدعوة السيئة والنصيحة المذمومة؟!! الجواب: بالطبع، كلا.
وهل يمكن أن يكون الاعتقاد بكتاب يتضمن بين طياته مثل تلك الدعوة الفاسدة إلى تناول المسكرات والخمور، على أنه وحي من الله تعالى، تعظيمًا له (لله تعالى) جل شأنه؟!
بالطبع: لا.
وهل يكون الإيمان بنبوة ذلك الدّاعي إلى مثل تلك الرذيلة (بولس)، من تعظيم الله تعالى، وتنزيهه عن الجهل والحماقة وبذئ التشريع وسوء الاختيار لأنبيائه؟!
بالطبع: لا.
فلقد اكتشف العلم الحديث: أن المسكرات والخمور والكحوليات تسبب الكثير والكثير من الأمراض الخبيثة والخطيرة.
ومن هنا يتضح بطلان نصيحة ودعوة قديس النصرانية (بولس)، ومن ثم بطلان نبوته حيث إن أنبياء الله تعالى لا تأتي إلا بالشرع القويم الحكيم، الهادي إلى الخير والرشد والصلاح.
ومن ثم يتضح بطلان الكتاب المقدس للنصرانية، المتضمن على مثل ذلك الكلام الخبيث، والدعوة السيئة (كنصيحة بولس الفاسدة بشرب الخمر، وغيرها)، وأنه ليس بكلام الله سبحانه وتعالى، وإنما هو صناعة بشرية، تناولته الأيدي الخبيثة بالتبديل والتغيير والتحريف تبعًا للأهواء والشهوات.
2-      ومما يتضمنه ويحتويه الكتاب المقدس للنصرانية التصوير البغيض السيء.
ومن ذلك التصوير البغيض السيء، ما ينص عليه الكتاب المقدس للنصرانية فيما يتعلق بالسيدة مريم، وكيفية حملها بالمسيح، حيث ينص على: 
«فأجاب الملاك وقال لها، الروح القدس يحلّ عليك» (إنجيل لوقا 1: 35).
حيث يتصور القارئ ذلك المشهد وكأنه مشهد جماع، كما بين الرجل وزوجته، فهل يعقل ذلك بين الخالق والمخلوق؟!
حيث إن الروح القدس في زعم النصرانية: إله أو أحد أجزاء الإله، (تعالى الله عن مثل ذلك علوًا كبيرًا).
لذلك: فإن اللغة المستخدمة في الكتاب المقدس للنصرانية، إنما هي لغة بغيضة إلى النفس، لغة الدرك الأسفل من حضارة المدن([1])، لغة أعداء الله تعالى وأعداء دينه، فلا يمكن لعقل راجح رشيد أن يتقبلها على أنها وحي من الله عز وجل.
لذلك: فإن الكتاب المقدس للنصرانية لا يمكن أن يكون وحيًا من الله تعالى، الإله الخالق، الحكيم العظيم.
3-      ومما يتضمنه ويحتويه الكتاب المقدس للنصرانية:
ما ينسبه إلى المسيح مما لا يليق بأفعال الأنبياء والمرسلين، وذلك على الرغم من زعم النصرانية بألوهيته (تعالى الله عز وجل عن ذلك علوًا كبيرًا).
أ- فالكتاب المقدس للنصرانية ينسب إلى المسيح: أنه قال لوالدته (السيدة مريم): «يا امرأة» (إنجيل يوحنا 2: 4)، ومعنى ذلك أن الكتاب المقدس للنصرانية ينسب إلى المسيح عدم برّه بوالدته، حيث إن استخدام كلمة «يا امرأة» في خطاب موجه للوالدة، لا يصحّ ولا يليق بإنسان فاضل، فضلًا عن نبي مرسل كريم، لأن ذلك يعد سوء أدبٍ من مستخدم ذلك اللفظ مخاطبًا به والدته.
وأيضًا: لأن استخدام تلك الكلمة «يا امرأة» يُعدّ تقليلًا من شأن الأمّ ومنزلتها الرفيعة، ومكانتها العالية.
بل إن استخدام تلك الكلمة «يا امرأة» يعني: تهميش الأم وتنكيرها، ومن ثم عدم الإعتراف بجميل معروفها، وصنيعها، من حيث الحمل به، والإرضاع له، وتربيته .... إلى غير ذلك من جميل معروفها وصنيعها إليه.
ب- ونجد أيضًا، أن الكتاب المقدس للنصرانية، ينسب إلى المسيح، أنه قال:
«أتظنون أني جئت لأعطي سلامًا على الأرض، كلا أقول لكم بل انقساما»
(إنجيل لوقا 12: 51)
أي أن الكتاب المقدس للنصرانية، ينسب إلى المسيح عدم دعوته إلى السلام، وأن مجيئه إنما هو للإفساد في الأرض، وإثارة الحروب والانقسامات، ومن ثم القتل القتل، وما لا يفعله الأنبياء والمرسلين.
فما بالنا وأن النصرانية تزعم ألوهيته!!
لذلك: فإن الكتاب المقدس للنصرانية لم يرفع من قدر ومنزلة أنبياء الله تعالى ورسله، وإنما حطّ منهما، مساويًا بهم أهل السوء والفحشاء والمنكرات.
ولا شك، أن دلالة ذلك هو: أن الكتاب المقدس للنصرانية لا يمكن أن يكون وحيًا من الله تعالى، الإله الخالق العظيم، العليم الحكيم، وإنما هو مُؤلَّف بشري لكثير من المؤلفين المجهولين، الذين قد تناولوه بالتبديل والتغيير والتحريف.



([1]) المسيح في الإسلام، للشيخ/ أحمد ديدات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق