لقد تبيّن لنا مما سبق أن الإسلام هو دين الله عز وجل الذي أرسل به جميع أنبياءه، ورسله للدعوة إليه خاتمًا لهم بمحمد نبيًا ورسولا، مُنزِّلًا عليه المعجزة الكبرى، ألا وهو كتابه الباقي (القرآن الكريم) مُهيمنًا على جميع الكتب السابقة، فليس بعد نزول القرآن الكريم أي كتاب سماوي آخر.
ولقد امتنّ الله تبارك وتعالى على الكثير والكثير بتوفيقهم وهدايتهم إلى الإسلام دينا، والتصديق بمحمد نبيًّا ورسولًا، والإيمان بمصداقية القرآن الكريم المُنزّل عليه، وقد أوضحنا ذلك في السابق، فالإسلام هو الأسرع نموًا في العالم وذلك وفقًا للإحصاء العالمي.
وبمشيئة الله تعالى سوف نوضح بعض النماذج من هؤلاء الكثيرين الذين هداهم الله تعالى للإسلام، مُبيِّنين كيف أحسن هؤلاء استخدام وتوظيف ما قد وهبهم الله تعالى من نعمة العقل.
ومن هؤلاء الذين قد أسلموا لله تبارك وتعالى:
1- عالم الرياضيات والمنصّر السابق، الدكتور: جاري ميلر.
يقول: لقد جذبني لهذا الدين وضوح العقيدة، ذلك الوضوح الذي لا أجده في عقيدة سواه.
قصة أسلامة:
لقد أراد جاري ميلر في أحد الأيام أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تُعزّز موقفه عند دعوته المسلمين للدخول في النصرانية...، وكان يتوقع أن يجد القرآن كتابًا قديمًا مكتوبًا منذ 14 قرنًا، يتكلّم عن الصحراء وما إلى ذلك، لكنه ذُهل مما وجده فيه، بل اكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم.
فكان يتوقع أن يجد فيه بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد ، مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها، أو وفاة بناته وأولاده، لكنه لم يجد شيئًا من ذلك، بل الذي جعله في حيرة من أمره:
أنه وجد سورة كاملة في القرآن تُسمّى بسورة مريم، وفيها تشريف لمريم عليها السلام،
لا يوجد مثيله في كتاب النصارى ولا في أناجيلهم.
لا يوجد مثيله في كتاب النصارى ولا في أناجيلهم.
ولم يجد سورة باسم عائشة زوجة النبي محمد، أو فاطمة ابنته رضي الله عنهما، وكذلك وجد أن المسيح عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرّة في القرآن، في حين أن النبي محمد لم يُذكر إلا في 4 مرات فقط.
مما يُدَلّل على أن هذا القرآن إنما هو وحيٌ من عند الله تبارك وتعالى، وليس اختلاقًا منه، ومن ثمّ مصداقية دعوة ورسالة من أتى به، وهو النبي محمد ، وصدق الإسلام الذي جاء يدعوا إليه.
2- فانسان مونتيه
يقول: إن القرآن الكريم أوضح لي أيضًا فهم التاريخ المسيحي، فالمسيحيون الأوائل لم يكونوا بعيدين عن المفهوم الإسلامي، ولم يكن المسيح إلهًا إلا في مُجمع (نيقية) الذي انعقد سنة 325 للميلاد، وفيه تقرّر بزيادة صوت واحد فقط من المُقترعين أن المسيح إله، ولو نقص هذا الصوت لبقي المسيح في النصرانية بشرًا تمامًا كما يقول الدين الإسلامي الحنيف.
3- محمد أسد (ليوبولد فايس)
يقول: أصابتني الحيرة حين شاهدت صلاة تتضمّن حركات آلية، فسألت الإمام:
هل تعتقد حقًّا أن الله ينتظر منك أن تُظهر إيمانك بتكرار الركوع والسجود؟
ألا يكون من الأفضل أن تنظر إلى داخلك، وتصلّي إلى ربّك بقلبك وأنت ساكن؟
فأجاب: بأي وسيلة تعتقد أننا يمكن أن نعبد الله؟ ألم يخلق الروح والجسد معًا؟
وبما أنه خلقنا جسدًا وروحًا، ألا يجب أن نصلي بالجسد والروح؟
ثم مضى يشرح المعنى من حركات الصلاة، وكان ذلك أول باب لدخوله في الإسلام.
وغير ما ذكرنا الكثير والكثير من الذين أسلموا لله تعالى ربّ العالمين، مُحسنين الاستخدام والتوظيف لما قد وهبهم الله تعالى من نعمة العقل.
ونكتفي بموجز ما أشرنا إليه، على أنه يمكن الاستفاضة في هذه النقطة بالرجوع إلى المكتبة الإسلامية المتخصصة في ذلك.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام والهداية والتوفيق، ونسأل الله تعالى أن يشرح صدور عباده أجمعين للإسلام، واتباع خير الأنام، خاتم الأنباء والرسل، محمد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق