لقد تبيَّن لنا مما سبق أن الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى للعالمين، وتبيَّن صدق دعوة نبي الإسلام محمد وصدق رسالته، ومصداقية الكتاب الذي أوحاه ربه تبارك وتعالى إليه وهو القرآن الكريم، والذي به تستقيم البشرية على صراط الله المستقيم.
ومن ثم، فإنه يتوجب علينا أن لا نلقي بآذاننا لما يثيره أعداء الإسلام من
لقد امتنّ الله تبارك وتعالى علينا بنعمة العقل، وبه فضل الإنسان على غيره من كثير من المخلوقات، في اختبارٍ من الله عز وجل في كيفية استخدامنا لهذه النعمة العظيمة، فهل نحسن استخدامها وتوظيفها فيما يرتضيه سبحانه وتعالى، ومن ثم الفوز بثوابه ونعيمه، أم نُسئ استخدامها ، ومن ثم توظيفها فيما يُسخطه جل وعلا ويُوجب عقابه وعذابه؟
إن الدين الإسلامي الحنيف يدعوا أهل الكتاب من اليهود والنصارى، أن يتفقوا مع المسلمين على الكلمة التي قد اتفق عليها الأنبياء والمرسلين، والتي لم يخالفها إلا المعاندون والضالّون، وهي (الكلمة التي يدعوا الإسلام إلى الاتفاق عليها) ليست
لقد تبين بجلاء مدى التخبط الذي تقع النصرانية واليهودية، وذلك بعد التقدم المذهل في شتى المجالات العلمية، وبين ما توصل إليه العلم الحديث من حقائق ومعلومات، تتناقض مع الكتاب المقدس للنصرانية وكذلك كتاب اليهودية، في حين توافقها (الحقائق العلمية والمعلومات) مع ما أشار إليه القرآن الكريم وأخبر به، مع سبق (القرآن الكريم) في ذلك منذ أكثر من 1400 عام.
لقد تبيّن لنا مما سبق أن الإسلام هو دين الله عز وجل الذي أرسل به جميع أنبياءه، ورسله للدعوة إليه خاتمًا لهم بمحمد نبيًا ورسولا، مُنزِّلًا عليه المعجزة الكبرى، ألا وهو كتابه الباقي (القرآن الكريم) مُهيمنًا على جميع الكتب السابقة، فليس بعد نزول القرآن الكريم أي كتاب سماوي آخر.
لقد شاء الله عز وجل أن يكون خاتم أنبياءه ورسله نبيًّا أميًا، وأن تكون بداية دعوته وسط قومه أميّين، لا يعرف أكثرهم القراءة والكتابة، مع بلاغتهم وفصاحتهم، ونبوغهم في الشعر والنثر وشتى فنون الأدب العربي، فكانت مشيئة الله تعالى وفقًا لعلمه الشمولي وحكمته البالغة سبحانه وتعالى.
لقد بينّا في الردّ على دعوى اختلاق القرآن من اليهودية أو النصرانية، ما جاء به النبي محمد من معتقد صاف سليم، لا غلو فيه ولا تفريط، ولا فحش فيه ولا نكارة، مناقض لكل من افتراءات اليهودية والنصرانية، إضافة إلى ما جاء به من تشريع قويم مُناقض لما حرّفته كلا من اليهودية والنصرانية، وإضافة إلى ما جاء به من تعاليم سامية وعبادات هادية ومعجزة باقية (القرآن الكريم) إلى قيام الساعة، وفي ذلك كله برهان على عالمية رسالته .
لقد تحدثنا في النقطة السابقة عن مصداقية القرآن الكريم الذي أُنزل على النبي محمد، والتي قد ثبتت (مصداقية القرآن الكريم) بالأدلة الدامغة والبراهين القاطعة، مما يُدلّل ويبرهن على صدق النبي الذي أنزل عليه هذا القرآن، وصدق رسالته، ومصداقيته في دعوته.
لقد أوضحنا في كثير من النقاط السابقة بعضًا من الأدلة والبراهين على فقدان الكتاب المقدس للنصرانية لمصداقيته، وبمشيئة الله تعالى سوف نوضح في هذه النقطة بجلاء بعضًا من الأدلة والبراهين على مصداقية القرآن الكريم، ومن ثم صدق خاتم المرسلين، النبي محمد ، وصدق دعوته ورسالته.
لقد كانت مشيئة الله تعالى أن تكون رسالة النبي محمد هي الرسالة الخاتمة لجميع الرسالات السابقة، وأن يختم بالنبي محمد جميع الأنبياء والرسل السابقين، وأن يكون الكتاب المُنزَّل عليه (القرآن الكريم) هو آخر الكتب السماوية، ومهيمنًا عليها.
فليس بعد مجيء خاتم الأنبياء والمرسلين محمد أي نبي أو رسول آخر.
وليس بعد إنزال القرآن الكريم عليه ، أي إنزال لأي كتاب سماوي آخر.
ينزل المسيح عليه السلام من السماء إلى الأرض في آخر الزمان، بعد خروج المسيح الدجال الذي يدّعي الألوهية، على الرغم من عدم استطاعته أن يزيل ما به من عور، حيث إنه في إحدى عينيه عور، وتعالى الله عز وجل أن يكون كذلك.
ومن ثم فإن المسيح عيسى ابن مريم ينزل فيقتل ذلك الدَجّال الكاذب الذي قد ادّعى الألوهية، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية.
لقد كرّم الله تبارك وتعالى المسيح عليه السلام في كثير من آيات القرآن الكريم، وأنزله منزلة كريمة، رفيعة مشرّفة، ومن هذه الصفات الكريمات التي قد نصّ عليها القرآن الكريم مُشرِّفًا بها المسيح عليه السلام:
لقد برّأ الله تعالى المسيح عليه السلام في القرآن الكريم، مما قد نسبته إليه اليهودية من الولادة بغية ونسبه إلى الزنا ...، إذ يخبر الله تعالى في قرآنه الكريم ما قد بشرت به الملائكة السيدة مريم من حمل وولادة للمسيح عليه السلام، بإرادة وكلمة من الله تعالى، فيقول:
لقد جاء الإسلام مُناقضًا لما قد نسبته النصرانية واليهودية إلى أنبياء الله ورسله، من ادّعاءات وافتراءات، لا يمكن لفِطر نقية وعقول سوية، قبولها في حق إنسان فاضل فضلًا عن نبي مرسل من الله تعالى.
لقد أرسل الله تبارك وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتمًا به الأنبياء والرسل، في بيئة قد عُرِفت بعبادة الأوثان والأصنام؛ ومن حول تلك البيئة كانت اليهودية والنصرانية بما قد نسبتا من صفات ذم ونقص وعيب، غير لائقة بالإله الربّ سبحانه وتعالى.
ونوجز هذه النقطة: بأن عقيدة المسلمين في الإله الربّ سبحانه وتعالى تتمثل فيما جاء به النبي محمد من التوحيد الكامل لله سبحانه وتعالى.
لقد أشرنا في النقطة السابقة إلى عدم مصداقية الكتاب المقدس للنصرانية، وإلى مجهولية نسبه وهويته، وسقوط سنده سواءً كان ذلك في العهد القديم أو العهد الجديد الذي يتضمنها الكتاب المقدس للنصرانية.
ولكن مشيئة الله تعالى أن يكون ذلك الكتاب الذي تعتقد النصرانية قدسيته متضمنًا لما يدل على رسالة المسيح، ونفي ألوهيته، ومن ثم مناقضة ما تعتقده النصرانية من تأليه للمسيح وعبادة له.
بداية، ننوه إلى: أنه على الرغم من أن الأناجيل (التي يتضمنها الكتاب المقدس للنصرانية) قد ضُيّعت وحُرِّفت، كما هو متضح، حيث إن أقدم إنجيل موجود إنما هو باللغة اليونانية، وهي لغة لم يتكلم المسيح بها، ولم يُدوَّن أي إنجيل في عهده (المسيح)، وكذلك فإن أقدم إنجيل موجود بين يدي النصرانية، إنما يعود زمانه إلى ما
إنه لمن العجيب أن نجد كتابًا يُقدَّس على الرغم من عدم وجود سند متصل له، وذلك هو حال النصرانية الذي نشاهده، حيث إنها تزعم قدسية الكتاب الذي بين يديها، مع عدم وجود سند متصل لكتاب واحد من كتب العهد القديم أو الجديد الذي يتضمنها كتاب النصرانية.
إن المسيحية (النصرانية) تزعم أن المسيح قد صُلب تكفيرًا للذنوب، ومحوًا للخطايا، وذلك وفقًا لمعتقد بولس، الذي يعتبر مؤسس المسيحية على مثل تلك الأوهام، ولكن كتابها الذي تقول بقدسيته يناقض ويخالف ذلك المعتقد في كثير من فقراته، مما يؤكد بطلان ذلك المعتقد والتحريف الذي قد نال منه.
لقد أشرنا في النقطة السابقة إلى بعض مما يتضمنه ويحتويه الكتاب المقدس للنصرانية من فواحش ومنكرات وقصص رذيلة باطلة، قد أُلصقت بأنبياء الله زورًا وبهتانا ... إلى غير ذلك، وأشرنا إلى دلالة ذلك وهو: بطلان الكتاب المقدس للنصرانية، وأنه ليس بكلام الله تعالى.
إن المتصفح للكتاب المقدس للنصرانية سوف يفاجئ بالدهشة والعجب لما يُنسب إليه من قداسة، وذلك بعد ما تقع عيناه على الكثير والكثير من العبارات الفاحشة البذيئة، لا سيما إذا ما كان الكثير منها منسوبًا إلى أنبياء الله ورسله، طاعنة في إيمان بعضهم، وقادحة في طهرهم وعفافهم، ومن ثم الذمّ والقدح في الإله الخالق، الذي قد اختارهم واصطفاهم من خلقه لتبليغ رسالاته.
لقد تم اختيار 4 أناجيل من قِبَل الكنيسة، من بين الكثير والكثير من الأناجيل المختلفة المؤلفة، وذلك وفقًا لما يتوافق مع مرادها من تأليه للمسيح، والزعم بصلبه وقتله، ثم قيامته بعد ذلك من بين الأموات.
لذلك: فإن تلك الأناجيل الأربعة تنسب إلى (4) أربعة مؤلفين، هم متى ولوقا ومرقس ويوحنا.
لقد استطاعت الأيدي الخفيّة ذات المطامع والأهواء أن تنال من الإنجيل الذي جاء به المسيح، ومن قبله التوراة التي جاء بها موسى... إلى غير ذلك مما قد سبق الإنجيل والتوراة في مجيئهما.
ومن ثم فإن الكتاب المقدس للنصرانية بما هو متضمن له مما يُسمّى بالعهد القديم، وأيضًا ما يُسمّى بالعهد الجديد، قد تم تحريفه وتضييعه من قِبَل الحاقدين وأعداء الدين.
وإضافة إلى ما قد نسبته النصرانية للمسيح، نذكر ذلك الافتراء الذي رَمَته (النصرانية) به، ولكن تحت عنوان خاص لتوضيح خطورته، حيث زعمت النصرانية أن أول معجزات المسيح كانت تحويله الماء إلى خمر، وذلك كما في إنجيل يوحنا (2: 1 – 10)، أعاذنا الله تعالى منها ومن شرها.
لقد نسبت النصرانية الألوهية إلى المسيح، بزعم أنه أحد أقانيم ثلاثة للإله الذي تتصوره، حيث تقول (النصرانية) بأن المسيح هو الإله الابن، وتعني بذلك: القول بأنه ابن الله.
وإذا ما كانت الألوهية قد نُسبت إلى المسيح لمجيئه ببعض المعجزات، تأييدًا من الله تعالى له، وشهادة بصدق رسالته، فماذا عن غير المسيح من الأنبياء والمرسلين،
النصرانية قد جمعت بين كل من تلك الافتراءات التي قد نسبتها اليهودية إلى الأنبياء والرسل من جرائم منكرة، وارتكاب لأحطّ أنواع الفواحش والرذائل، على الرغم من الاعتقاد بنبواتهم ورسالاتهم، والتي قد أشرنا إلى جزء منها من قبل، وذلك لتضمّن الكتاب المقدس للنصرانية لكتاب اليهودية تحت مسمى العهد القديم، وبين ما أضافته هي من
لقد تم إيضاح جزءً من العقيدة الفاسدة للنصرانية في الإله الخالق، بالنقطة السابقة، وبعون الله وتوفيقه سوف نوضح في هذه النقطة جزءً من ذلك التناقض البيّن في تلك العقيدة (عقيدة النصرانية) ومن ثم بطلانها:
أولًا: نوضح: أنه لا يوجد في كافة الأناجيل المطروحة مع اختلافها تصريح واحد، أو عبارة واحدة لا تحتمل الالتباس أو التأويل يدّعي فيها المسيح أنه الله، أو يقول فيها (اعبدوني)([1]).
بداءة نوضح: أن النصرانية قد جمعت بين كل من الصفات المعيبة الناقصة التي قد نسبتها اليهودية إلى الإله الربّ سبحانه وتعالى، من سوء اختيار للأنبياء والرسل، وجهل وعدم علم بالغيب والمستقبل، ومن عنصرية وفظاظة وتحيّز، ومن ندم وتعب، ... إلى غير ذلك مما قد أوردنا جزءً منه في السابق (في عقيدة اليهودية في الإله
لقد خرجت النصرانية في عقيدتها بالإله الربّ سبحانه وتعالى عن حدّ المعقول وباهتت ضرورياته، حيث قد نسبت إلى الإله الخالق ما تأباه الفطر السوية الزكية، وما لا تقبله العقول السليمة الرشيدة، دون أدنى حجّة أو برهان على مثل ذلك، وإنما هي الأوهام الكاذبة، والافتراءات الباطلة.
لقد جاءت التوراة مُخبرة بنبي آخر الزمان محمد ، الذي سوف تُختم به جميع الرسالات، وقد كان اليهود ينتظرونه تبعًا لعلمهم بمجيئه من كتابهم (التوراة)، وهذا هو سرّ وجود اليهود بالمدينة، مهجر النبي محمد .
ولكن اليهود كانوا ينتظرون خروج هذا النبي المُبشّر به منهم (اليهود)، كغيره
لقد أوضحنا في السابق أن التوراة التي أنزلها الله تعالى على نبيه موسى عليه السلام قد أصابها التغيير والتبديل والتحريف، بعدما نالت منها الأيدي الخفيّة ذات المصالح والمطامع والانقياد تبعًا للأهواء والشهوات.
لذلك، فإن ما بأيدي اليهودية ليست أبدًا بالتوارة التي قد جاء بها نبي الله موسى عليه السلام.
أن اليهودية لا تعترف بنبوة ورسالة المسيح، بل إنها نسبت إليه الولادة بغية، أي أنه قد وُلِد بطريقة غير شرعية، حيث قالت عنه: أنه وَلَد زنا، وذلك على الرغم من
لقد نسبت اليهودية إلى أنبياء الله تعالى الكثير من الجرائم والافتراءات التي يستحيل لفطر نقية ونفوس زكيّة وعقول سويّة أن تقبلها في حق إنسان فاضل، عفيف طاهر، فضلًا عن نبي أو رسول قد اختاره الله تعالى واصطفاه عن علم منه جل وعلا للنبوة والرسالة.
بداءة نوضح: أن اليهودية قد ذمّت وعابت الإله الربّ سبحانه وتعالى، ونسبت إليه من الصفات ماتكون سببًا في الانتقاص منه، ومن عظيم صفاته، بحيث لا يمكن للفطر السوية والنفوس الزكية والعقول الرشيدة قبولها في حق الإله الربّ سبحانه وتعالى.
ويرجع ذلك إلى ما قد نال كتاب اليهودية من التغيير والتبديل والتحريف، تبعًا للأهواء وانقيادًا خلف الشهوات.